ذِكْرُ إِذْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِلْمُسْلِمِينَ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ذِكْرُ إِذْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لِلْمُسْلِمِينَ فِي الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ

517 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الأَسْلَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَعَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالاَ : لَمَّا صَدَرَ السَّبْعُونَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم طَابَتْ نَفْسُهُ ، وَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مَنَعَةً وَقَوْمًا أَهْلَ حَرْبٍ وَعُدَّةٍ وَنَجْدَةٍ ، وَجَعَلَ الْبَلاَءَ يَشْتَدُّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ لِمَا يَعْلَمُونَ مِنَ الْخُرُوجِ فَضَيَّقُوا عَلَى أَصْحَابِهِ وَتَعَبَّثُوا بِهِمْ ، وَنَالُوا مِنْهُمْ مَا لَمْ يَكُونُوا يَنَالُونَ مِنَ الشَّتْمِ وَالأَذَى ، فَشَكَا ذَلِكَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَاسْتَأْذَنُوهُ فِي الْهِجْرَةِ ، فَقَالَ : قَدْ أُرِيتُ دَارَ هِجْرَتِكُمْ ، أُرِيتُ سَبْخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لاَبَتَيْنِ ، وَهُمَا الْحَرَّتَانِ ، وَلَوْ كَانَتِ السُّرَاةُ أَرْضَ نَخْلٍ وَسِبَاخٍ لَقُلْتُ : هِيَ هِيَ ، ثُمَّ مَكَثَ أَيَّامًا ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى أَصْحَابِهِ مَسْرُورًا ، فَقَالَ : قَدْ أُخْبِرْتُ بِدَارِ هِجْرَتِكُمْ وَهِيَ يَثْرِبُ ، فَمَنْ أَرَادَ الْخُرُوجَ فَلْيَخْرُجْ إِلَيْهَا ، فَجَعَلَ الْقَوْمُ يَتَجَهَّزُونَ وَيَتَوَافَقُونَ وَيَتَوَاسُونَ وَيَخْرُجُونَ وَيُخْفُونَ ذَلِكَ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ ، ثُمَّ قَدِمَ بَعْدَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ مَعَهُ امْرَأَتُهُ لَيْلَى بِنْتُ أَبِي حَثْمَةَ ، فَهِيَ أَوَّلُ ظَعِينَةٍ قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ ، ثُمَّ قَدِمَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرْسَالاَّ ، فَنَزَلُوا عَلَى الأَنْصَارِ فِي دُورِهِمْ فَآوَوْهُمْ وَنَصَرُوهُمْ وَآسُوهُمْ ، وَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّ الْمُهَاجِرِينَ بِقُبَاءَ قَبْلَ أَنْ يَقْدَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم . فَلَمَّا خَرَجَ الْمُسْلِمُونَ فِي هِجْرَتِهِمْ إِلَى الْمَدِينَةِ كَلِبَتْ قُرَيْشٌ عَلَيْهِمْ ، وَحَرَبُوا وَاغْتَاظُوا عَلَى مَنْ خَرَجَ مِنْ فِتْيَانِهِمْ . وَكَانَ نَفَرٌ مِنَ الأَنْصَارِ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْعَقَبَةِ الآخِرَةِ ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ أَوَّلُ مَنْ هَاجَرَ إِلَى قُبَاءَ خَرَجُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِمَكَّةَ حَتَّى قَدِمُوا مَعَ أَصْحَابِهِ فِي الْهِجْرَةِ ، فَهُمْ مُهَاجِرُونَ أَنْصَارِيُّونَ ، وَهُمْ ذَكْوَانُ بْنُ عَبْدِ قَيْسِ وَعُقْبَةُ بْنُ وَهْبِ بْنِ كِلْدَةَ وَالْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ وَزِيَادُ بْنُ لَبِيدٍ ، وَخَرَجَ الْمُسْلِمُونَ جَمِيعًا إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ يَبْقَ بِمَكَّةَ مِنْهُمْ إِلاَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَبُو بَكْرٍ وَعَلِيٌّ أَوْ مَفْتُونٌ مَحْبُوسٌ أَوْ مَرِيضٌ أَوْ ضَعِيفٌ عَنِ الْخُرُوجِ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،