ذِكْرُ الْعَقَبَةِ الآخِرَةِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ذِكْرُ الْعَقَبَةِ الآخِرَةِ ، وَهُمُ السَّبْعُونَ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم

506 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ نِيَارٍ (ح) قَالَ : وَحَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ (ح) قَالَ : وَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي الْبَدَّاحِ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُوَيْمِ بْنِ سَاعِدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ (ح) قَالَ : وَحَدَّثَنِي عُبَيْدُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ قَالَ (ح) وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ (ح) قَالَ : وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ أَبِي الْعَوْجَاءِ (ح) قَالَ : وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ، دَخَلَ حَدِيثُ بَعْضِهِمْ فِي حَدِيثِ بَعْضٍ ، قَالُوا : لَمَّا حَضَرَ الْحَجُّ ، مَشَى أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الَّذِينَ أَسْلَمُوا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ يَتَوَاعَدُونَ الْمَسِيرَ إِلَى الْحَجِّ ، وَمُوَافَاةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَالإِسْلاَمُ يَوْمَئِذٍ فَاشٍ بِالْمَدِينَةِ ، فَخَرَجُوا وَهُمْ سَبْعُونَ يَزِيدُونَ رَجُلاَّ أَوْ رَجُلَيْنِ فِي خَمَرِ الأَوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَهُمْ خَمْسُمِئَة ، حَتَّى قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَكَّةَ ، فَسَلَّمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ثُمَّ وَعَدَهُمْ مِنًى وَسَطَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ لَيْلَةَ النَّفْرِ الأَوَّلِ ، إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ أَنْ يُوَافُوهُ فِي الشِّعْبِ الأَيْمَنِ إِذَا انْحَدَرُوا مِنْ مِنًى بِأَسْفَلِ الْعَقَبَةِ حَيْثُ الْمَسْجِدُ الْيَوْمَ ، وَأَمَرَهُمْ أَنْ لاَ يُنْبِهُوا نَائِمًا وَلاَ يَنْتَظِرُوا غَائِبًا ، قَالَ : فَخَرَجَ الْقَوْمُ بَعْدَ هَدْأَةٍ يَتَسَلَّلُونَ : الرَّجُلُ وَالرِّجْلاَنِ ، وَقَدْ سَبَقَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ ، مَعَهُ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ غَيْرَهُ .فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ طَلَعَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَافِعُ بْنُ مَالِكٍ الزُّرَقِيُّ ، ثُمَّ تَوَافَى السَّبْعُونَ وَمَعَهُمُ امْرَأَتَانِ ، قَالَ أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ : فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّكُمْ قَدْ دَعَوْتُمْ مُحَمَّدًا إِلَى مَا دَعَوْتُمُوهُ إِلَيْهِ وَمُحَمَّدٌ مِنْ أَعَزِّ النَّاسِ فِي عَشِيرَتِهِ يَمْنَعُهُ وَاللَّهِ مِنَّا مَنْ كَانَ عَلَى قَوْلِهِ ، وَمَنْ لَمْ يَكُنْ مِنَّا عَلَى قَوْلِهِ يَمْنَعُهُ لِلْحَسَبِ وَالشَّرَفِ ، وَقَدْ أَبَى مُحَمَّدٌ النَّاسَ كُلَّهُمْ غَيْرَكُمْ ، فَإِنْ كُنْتُمْ أَهْلَ قُوَّةٍ وَجَلَدٍ وَبَصَرٍ بِالْحَرْبِ ، وَاسْتِقْلاَلٍ بِعَدَاوَةِ الْعَرَبِ قَاطِبَةً تَرْمِيكُمْ عَنْ قَوْسٍ وَاحِدَةٍ ، فَارْتَئُوا رَأْيَكُمْ ، وَائتمروا بَيْنَكُمْ ، وَلاَ تَفْتَرِقُوا إِلاَّ عَنْ مَلإٍ مِنْكُمْ وَاجْتِمَاعٍ ، فَإِنَّ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ أَصْدَقُهُ . فَقَالَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ : قَدْ سَمِعْنَا مَا قُلْتَ ، وَإِنَّا وَاللَّهِ لَوْ كَانَ فِي أَنْفُسِنَا غَيْرُ مَا تَنْطِقُ بِهِ لَقُلْنَاهُ ، وَلَكِنَّا نُرِيدُ الْوَفَاءَ وَالصِّدْقَ ، وَبَذْلَ مُهَجِ أَنْفُسِنَا دُونَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : وَتَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ ، ثُمَّ دَعَاهُمْ إِلَى اللهِ وَرَغَّبَهُمْ فِي الإِسْلاَمِ ، وَذَكَرَ الَّذِي اجْتَمَعُوا لَهُ ، فَأَجَابَهُ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ بِالإِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ ، ثُمَّ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ بَايِعْنَا فَنَحْنُ أَهْلُ الْحَلْقَةِ وَرِثْنَاهَا كَابِرًا عَنْ كَابِرٍ ، وَيُقَالُ : إِنَّ أَبَا الْهَيْثَمِ بْنَ التَّيِّهَانِ كَانَ أَوَّلَ مَنْ تَكَلَّمَ وَأَجَابَ إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَصَدَّقَهُ ، وَقَالُوا : نَقْبَلُهُ عَلَى مُصِيبَةِ الأَمْوَالِ وَقَتْلِ الأَشْرَافِ ، وَلَغَطُوا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَهُوَ آخِذٌ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَخْفُوا جَرْسَكُمْ ، فَإِنَّ عَلَيْنَا عُيُونًا ، وَقَدِّمُوا ذَوِي أَسْنَانِكُمْ فَيَكُونُونَ هُمُ الَّذِينَ يَلُونَ كَلاَمَنَا مِنْكُمْ ، فَإِنَّا نَخَافُ قَوْمَكُمْ عَلَيْكُمْ ، ثُمَّ إِذَا بَايَعْتُمْ فَتَفَرَّقُوا إِلَى مَحَالِّكُمْ ، فَتَكَلَّمَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ فَأَجَابَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ثُمَّ قَالَ : ابْسُطْ يَدَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ ، وَيُقَالُ : أَوَّلُ مَنْ ضَرَبَ عَلَى يَدِهِ أَبُو الْهَيْثَمِ بْنُ التَّيِّهَانِ ، وَيُقَالُ : أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ ، ثُمَّ ضَرَبَ السَّبْعُونَ كُلُّهُمْ عَلَى يَدِهِ وَبَايَعُوهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ مُوسَى أَخَذَ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ، فَلاَ يَجِدَنَّ مِنْكُمْ أَحَدٌ فِي نَفْسِهِ أَنْ يُؤْخَذَ غَيْرُهُ ، فَإِنَّمَا يَخْتَارُ لِي جِبْرِيلُ ، فَلَمَّا تَخَيَّرَهُمْ ، قَالَ لِلنُّقَبَاءِ : أَنْتُمْ كُفَلاَءُ عَلَى غَيْرِكُمْ كَكَفَالَةِ الْحَوَارِيِّينَ لِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ، وَأَنَا كَفِيلٌ عَلَى قَوْمِي قَالُوا : نَعَمْ ،فَلَمَّا بَايَعَ الْقَوْمَ وَكَمَلُوا صَاحَ الشَّيْطَانُ عَلَى الْعَقَبَةِ بِأَبْعَدِ صَوْتٍ سُمِعَ : يَا أَهْلَ الأَخَاشِبِ ، هَلْ لَكُمْ فِي مُحَمَّدٍ وَالصُّبَاةِ مَعَهُ ، قَدْ أَجْمَعُوا عَلَى حَرْبِكُمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : انْفَضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ بْنُ عُبَادَةَ بْنِ نَضْلَةَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَئِنْ أَحْبَبْتَ لَنَمِيلَنَّ عَلَى أَهْلِ مِنًى بِأَسْيَافِنَا ، وَمَا أَحَدٌ عَلَيْهِ سَيْفٌ تِلْكَ اللَّيْلَةَ غَيْرُهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ بِذَلِكَ فَانْفَضُّوا إِلَى رِحَالِكُمْ فَتَفَرَّقُوا إِلَى رِحَالِهِمْ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ الْقَوْمُ غَدَتْ عَلَيْهِمْ جِلَّةُ قُرَيْشٍ وَأَشْرَافُهُمْ حَتَّى دَخَلُوا شِعْبَ الأَنْصَارِ ، فَقَالُوا : يَا مَعْشَرَ الْخَزْرَجِ إِنَّهُ بَلَغَنَا أَنَّكُمْ لَقِيتُمْ صَاحِبَنَا الْبَارِحَةَ ، وَوَاعَدْتُمُوهُ أَنْ تُبَايِعُوهُ عَلَى حَرْبِنَا وَايْمُ اللهِ ، مَا حَيٌّ مِنَ الْعَرَبِ أَبْغَضُ إِلَيْنَا أَنْ تَنْشَبَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ الْحَرْبُ مِنْكُمْ ، قَالَ : فَانْبَعَثَ مَنْ كَانَ هُنَاكَ مِنَ الْخَزْرَجِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَحْلِفُونَ لَهُمْ بِاللَّهِ مَا كَانَ هَذَا ، وَمَا عَلِمْنَا ، وَجَعَلَ ابْنُ أُبَيٍّ يَقُولُ : هَذَا بَاطِلٌ ، وَمَا كَانَ هَذَا ، وَمَا كَانَ قَوْمِي لِيَفْتَاتُوا عَلَيَّ بِمِثْلِ هَذَا لَوْ كُنْتُ بِيَثْرِبَ مَا صَنَعَ هَذَا قَوْمِي حَتَّى يُؤَامِرُونِي ، فَلَمَّا رَجَعَتْ قُرَيْشٌ مِنْ عِنْدِهِمْ رَحَلَ الْبَرَاءُ بْنُ مَعْرُورٍ فَتَقَدَّمَ إِلَى بَطْنِ يَأْجَجَ وَتَلاَحَقَ أَصْحَابُهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، وَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَطْلُبُهُمْ فِي كُلِّ وَجْهٍ وَلاَ تَعَدَّوْا طُرُقَ الْمَدِينَةِ وَحَزَّبُوا عَلَيْهِمْ ، فَأَدْرَكُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ ، فَجَعَلُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ بِنِسْعَةٍ وَجَعَلُوا يَضْرِبُونَهُ وَيَجُرُّونَ شَعْرَهُ ، وَكَانَ ذَا جُمَّةٍ ، حَتَّى أَدْخَلُوهُ مَكَّةَ ، فَجَاءَهُ مُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ وَالْحَارِثُ بْنُ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ فَخَلَّصَاهُ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَأْتَمَرَتِ الأَنْصَارُ حِينَ فَقَدُوا سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ أَنْ يَكُرُّوا إِلَيْهِ ، فَإِذَا سَعْدٌ قَدْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ فَرَحَلَ الْقَوْمُ جَمِيعًا إِلَى الْمَدِينَةِ.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،