ذِكْرُ حَجِّ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بِأَزْوَاجِهِ
12160 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ يَحْيَى بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لَمَّا نَزَلَ بِالْعَرْجِ جَلَسَ بِفِنَاءِ مَنْزِلِهِ ، فَجَاءَتْهُ عَائِشَةُ فَجَلَسَتْ إِلَى جَنْبِهِ ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَجَلَسَ إِلَى جَنْبِهِ الآخَرِ ، وَجَاءَتْ أَسْمَاءُ فَجَلَسَتْ إِلَى جَنْبِ أَبِي بَكْرٍ ، فَأَقْبَلَ غُلاَمُ أَبِي بَكْرٍ مُتَسَرْبِلاَّ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ : أَيْنَ بَعِيرُكَ ؟ فَقَالَ : أَضَلَّنِي . فَقَامَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ وَيَقُولُ : بَعِيرٌ وَاحِدٌ يَضِلُّ مِنْكَ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ يَتَبَسَّمُ وَيَقُولُ : أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْمُحْرِمِ وَمَا يَصْنَعُ ؟ وَمَا يَنْهَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
12159 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ إِلْيَاسَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ : لَمَّا حَجَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حَجَّةَ الْوَدَاعِ حَجَّ بِنِسَائِهِ جَمِيعًا فِي حَجَّتِهِ تِلْكَ فِي الْهَوَادِجِ ، قَالَتْ : فَانْتَهَيْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ بِذِي الْحُلَيْفَةِ لَيْلاَّ وَمَعَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ.
12184 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ هَارُونَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ إِنَّمَا فَاقَنَا عُرْوَةُ بِدُخُولِهِ عَلَيْكِ كُلَّمَا أَرَادَ ، قَالَتْ : وَأَنْتَ إِذَا أَرَدْتَ فَاجْلِسْ مِنْ وَرَاءِ الْحِجَابِ فَسَلْنِي عَمَّا أَحْبَبْتَ فَإِنَّا لَمْ نَجِدْ أَحَدًا بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَوْصَلَ لَنَا مِنْ أَبِيكَ ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يَحْنِي عَلَيْكُنَّ إِلاَّ الصَّادِقُ الْبَارُّ ، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ.
12183 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أُمِّ بَكْرِ بِنْتِ الْمِسْوَرِ ، عَنْ أَبِيهَا قَالَ : بَاعَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ مَالَهُ كَيْدَمَةً مِنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ بِأَرْبَعِينَ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِ الْمَالُ دَعَانِي وَدَعَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ وَفُلاَنًا ، فَقَالَ : قَدِ اجْتَمَعَ هَذَا الْمَالُ كَمَا تَرَيَانِ وَأَنَا بَادِئٌ بِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَوَزَنَ لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ أَلْفَ دِينَارٍ ، فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِنَّ جَزَيْنَهُ خَيْرًا وَقُلْنَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : لاَ يُحَافِظُ عَلَيْكُنَّ بَعْدِي إِلاَّ الصَّادِقُ الْبَارُّ ، يَعْنِي عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، ثُمَّ قَسَمَ مَا بَقِيَ فِي أَهْلِ رَحِمِهِ فَمَا قَامَ وَبَيْنَ يَدَيْهِ شَيْءٌ.
12182 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عَوْنٍ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ قَالَ : رُبَّمَا رَأَيْتُ الرَّجُلَ يُنِيخُ عَلَى الطَّرِيقِ لإِصْلاَحِ رَحْلٍ ، أَوْ بَعْضِ مَا يُصْلِحُهُ مِنْ جِهَازِهِ فَيَلْحَقُهُ عُثْمَانُ ، وَهُوَ أَمَامَ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَإِنْ كَانَ الطَّرِيقُ سَعَةً أَخَذَ يَمِينَ الطَّرِيقِ أَوْ يَسَارَهُ فَيَبْعَدُ عَنْهُ ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ سَعَةً وَقَفَ نَاحِيَةً حَتَّى يَرْحَلَ الرَّجُلُ أَوْ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ يَلْقَى النَّاسَ مُقْبِلِينَ فِي وَجْهِهِ مِنْ مَكَّةَ عَلَى الطَّرِيقِ ، فَيَقُولُ لَهُمْ : يُمْنَةً أَوْ يُسْرَةً ، فَيُنَحِّيهِمْ حَتَّى يَكُونُوا مَدَّ الْبَصَرِ حَتَّى يَمْضِينَ.
12181 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : الَّذِي يُحَافِظُ عَلَى أَزْوَاجِي الصَّادِقُ الْبَارُّ ، فَكَانَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ يُسَافَرُ بِهِنَّ وَيُنْزِلُهُنَّ الشِّعَبَ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مَنْفَذٌ وَيَجْعَلُ عَلَى هَوَادِجِهِنَّ الطَّيَالِسَةَ .
12178 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمَّتِهِ ، عَنْ أُمِّ مَعْبَدِ بِنْتِ خَالِدِ بْنِ خُلَيْفٍ قَالَتْ : رَأَيْتُ عُثْمَانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ حَجًّا بِنِسَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَرَأَيْتُ عَلَى هَوَادِجِهِنَّ الطَّيَالِسَةَ الْخُضْرَ وَهُنَّ حِجْرَةٌ مِنَ النَّاسِ يَسِيرُ أَمَامَهُنَّ ابْنُ عَفَّانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَصِيحُ إِذَا دَنَا مِنْهُنَّ أَحَدٌ : إِلَيْكَ إِلَيْكَ ، وَابْنُ عَوْفٍ مِنْ وَرَائِهِنَّ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَنَزَلْنَ بِقُدَيْدٍ قَرِيبًا مِنْ مَنْزِلِي اعْتَزَلْنَ النَّاسَ وَقَدْ سَتَرُوا عَلَيْهِنَّ الشَّجَرَ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِنَّ وَهُنَّ ثَمَانٍ جَمِيعًا . فَلَمَّا رَأَيْتُهُنَّ نَشَجْتُ فَقُلْنَ مَا يُبْكِيكَ ؟ فَقُلْتُ ذَكَرْتُ رَسُولَ اللهِ فَبَكَيْنَ . وَقُلْتُ : هَذَا مَنْزِلُهُ عَلَيَّ فَعَرَفْنَنِي وَرَحَّبْنَ بِي وَأَجْزَرْتُهُنَّ جَزُورًا وَلَبَنًا فَقَبَضْنَ ذَلِكَ كُلَّهُ مِنِّي فَوَصَلَتْنِي كُلُّ امْرَأَةٍ بِصِلَةٍ ، وَقُلْنَ لِي : إِذَا قَدِمْنَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَأَخْرَجَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ الْعَطَاءَ فَاقْدَمِي عَلَيْنَا ، قَالَتْ : فَقَدِمْتُ عَلَيْهِنَّ فَأَعْطَتْنِي كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ خَمْسِينَ دِينَارًا ، وَكَانَ عُثْمَانُ أَخْرَجَ الدِّيوَانَ بِقَدْرِ مَا كَانَ عُمَرُ يُخْرِجُهُ.
12179 أَخْبَرَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَطَاءِ بْنِ الأَغَرِّ الْمَكِّيُّ ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ؛ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَذِنَ لأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْحَجِّ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا وَبَعَثَ مَعَهُنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ ، قَالَ : كَانَ عُثْمَانُ يُنَادِي أَلاَ لاَ يَدْنُوَنَّ إِلَيْهِنَّ أَحَدٌ وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِنَّ أَحَدٌ ، وَهُنَّ فِي الْهَوَادِجِ عَلَى الإِبِلِ ، فَإِذَا نَزَلْنَ أَنْزَلَهُنَّ بِصَدْرِ الشِّعَبِ ، وَكَانَ عُثْمَانُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بِذَنَبِ الشِّعَبِ فَلَمْ يَصْعَدْ إِلَيْهِنَّ أَحَدٌ.
12177 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا فَرْوَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ ، عَنْ أُمِّ ذَرَّةَ ، قَالَتْ : سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ : لَمَّا كَانَ عُمَرُ مَنَعَنَا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرَ عَامٍ فَأَذِنَ لَنَا فَحَجَجْنَا مَعَهُ ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ عُمَرُ وَوَلِيَ عُثْمَانُ اجْتَمَعْتُ أَنَا وَأُمُّ سَلَمَةَ وَمَيْمُونَةُ وَأُمُّ حَبِيبَةَ فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِ نَسْتَأْذِنَهُ فِي الْحَجِّ ، فَقَالَ : قَدْ كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فَعَلَ مَا رَأَيْتُنَّ وَأَنَا أَحُجُّ بِكُنَّ كَمَا فَعَلَ عُمَرُ فَمَنْ أَرَادَ مِنْكُنَّ تَحُجُّ فَأَنَا أَحُجُّ بِهَا ، فَحَجَّ بِنَا عُثْمَانُ جَمِيعًا إِلاَّ امْرَأَتَيْنِ مِنَّا زَيْنَبَ تُوُفِّيَتْ فِي خِلاَفَةِ عُمَرَ وَلَمْ يَحُجَّ بِهَا عُمَرُ وَسَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ لَمْ تَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهَا بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَكُنَّا نُسْتَرُ.