ذِكْرُ مَنَازِلِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم
12010 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْهُذَلِيُّ قَالَ : رَأَيْتُ مَنَازِلَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ حِينَ هَدَمَهَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَهُوَ أَمِيرُ الْمَدِينَةِ فِي خِلاَفَةِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَزَادَهَا فِي الْمَسْجِدِ كَانَتْ بُيُوتًا بِاللَّبِنِ وَلَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ مَطْرُورٍ بِالطِّينِ ، عَدَدْتُ تِسْعَةَ أَبْيَاتٍ بِحُجَرِهَا وَهِيَ مَا بَيْنَ بَيْتِ عَائِشَةَ إِلَى الْبَابِ الَّذِي يَلِي بَابَ النَّبِيِّ إِلَى مَنْزِلِ أَسْمَاءَ بِنْتِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، وَرَأَيْتُ بَيْتَ أُمِّ سَلَمَةَ وَحُجْرَتَهَا مِنْ لَبِنٍ ، فَسَأَلْتُ ابْنَ ابْنِهَا ، فَقَالَ : لَمَّا غَزَا رَسُولُ اللهِ دُومَةَ الْجَنْدَلِ بَنَتْ أُمُّ سَلَمَةَ حُجْرَتَهَا بِلَبِنٍ ، فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ فَنَظَرَ إِلَى اللَّبِنِ دَخَلَ عَلَيْهَا أَوَّلَ نِسَائِهِ ، فَقَالَ : مَا هَذَا الْبِنَاءُ ؟ فَقَالَتْ : أَرَدْتُ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ أَكُفَّ أَبْصَارَ النَّاسِ ، فَقَالَ : يَا أُمَّ سَلَمَةَ ، إِنَّ شَرَّ مَا ذَهَبَ فِيهِ مَالُ الْمُسْلِمِ الْبُنْيَانُ.
12004 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ : سَأَلْتُ مَالِكَ بْنَ أَبِي الرِّجَالِ : أَيْنَ كَانَ مَنَازِلُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ؟ فَأَخْبَرَنِي عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أُمِّهِ ؛ أَنَّهَا كَانَتْ كُلُّهَا فِي الشِّقِّ الأَيْسَرِ إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ إِلَى وَجْهِ الإِمَامِ فِي وَجْهِ الْمِنْبَرِ ، هَذَا أَبْعَدُهُ ، وَأَنَّهُ لَمْ يَجْتَمِعْ هَؤُلاَءِ النِّسْوَةِ اللاَّتِي ذَكَرَ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ جَمِيعًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، كَانَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ قَبْلَ أُمِّ سَلَمَةَ فَتُوُفِّيَتْ زَيْنَبُ فَأَدْخَلَ أُمَّ سَلَمَةَ فِي بَيْتِهَا وَفِي تِلْكَ السَّنَةِ تَزَوَّجَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ ، وَكَانَتْ سَوْدَةُ قَبْلَ عَائِشَةَ فِي النِّكَاحِ وَقَبْلَ هَؤُلاَءِ جَمِيعًا وَقَدِمَ بِهَا وَبِعَائِشَةَ الْمَدِينَةَ بَعْدَ قَدُومِ رَسُولِ اللهِ الْمَدِينَةَ وَأُمُّ حَبِيبَةَ بِنْتُ أَبِي سُفْيَانَ قَدِمَتْ فِي السَّفِينَتَيْنِ فِي سَنَةِ سَبْعٍ وَصَفِيَّةُ كَانَتْ فِي تِلْكَ السَّنَةِ وَكَانَتْ حَفْصَةُ قَبْلَ أُمِّ سَلَمَةَ وَقَبْلَ زَيْنَبَ بِنْتِ خُزَيْمَةَ.
12005 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَبْسِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ الْعَامِرِيِّ قَالَ : كَانَتْ بُيُوتُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الَّتِي فِيهَا أَزْوَاجُهُ ، وَإِنَّ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ أَوْصَتْ بِبَيْتِهَا لِعَائِشَةَ ، وَإِنَّ أَوْلِيَاءَ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ بَاعُوا بَيْتِهَا مِنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بِمِئَةٍ وَثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ : فَأَخْبَرَنِي بَعْضُ أَهْلِ الشَّأْمِ ؛ أَنَّ مُعَاوِيَةَ أَرْسَلَ إِلَى عَائِشَةَ : أَنْتِ أَحَقُّ بِالشُّفْعَةِ ، وَبَعَثَ إِلَيْهَا بِالشِّرَاءِ وَاشْتَرَى مِنْ عَائِشَةَ مَنْزِلَهَا ، يَقُولُونَ : بِمِئَةٍ وَثَمَانِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ ، وَيُقَالُ : بِمِئَتَيْ أَلْفِ دِرْهَمٍ ، وَشُرِطَ لَهَا سُكْنَاهَا حَيَاتَهَا وَحُمِلَ إِلَى عَائِشَةَ الْمَالُ فَمَا رَامَتْ مِنْ مَجْلِسِهَا حَتَّى قَسَمَتْهُ ، وَيُقَالُ : اشْتَرَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِنْ عَائِشَةَ ، بَعَثَ إِلَيْهَا يُقَالُ : خَمْسَةُ أَجْمَالٍ بُخْتٍ تَحْمِلُ الْمَالَ ، فَشُرِطَ لَهَا سُكْنَاهَا حَيَاتَهَا ، فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى قَسَمَتْ ذَلِكَ ، فَقِيلَ لَهَا : لَوْ خَبَّأْتِ لَنَا مِنْهُ دِرْهَمًا . فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لَوْ ذَكَّرْتُمُونِي لَفَعَلْتُ.
12008 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ. وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، قَالاَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ وَنَزَلَ فِي مَنْزِلِ أَبِي أَيُّوبَ بَعَثَ أَبَا رَافِعٍ وَزَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَأَعْطَاهُمَا بَعِيرَيْنِ وَخَمْسَمِئَةِ دِرْهَمٍ ، أَخَذَهَا مِنْ أَبِي بَكْرٍ يَشْتَرِيَانِ بِهَا مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ مِنَ الظُّهْرِ ، وَأَمَرَهُمَا أَنْ يَقْدَمَا عَلَيْهِ بِعِيَالِهِ وَبَعَثَ أَبُو بَكْرٍ مَعَهُمَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ الدُّئِلِيُّ بِبَعِيرَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةٍ ، وَكَتَبَ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ يَأْمُرُهُ أَنْ يَحْمِلَ إِلَيْهِ أَهْلَهُ ، فَخَرَجَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ بِأَهْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَفَاطِمَةَ وَأُمِّ كُلْثُومٍ ابْنَتَيِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَرَادَ الْخُرُوجَ بِزَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ ، فَحَبَسَهَا زَوْجُهَا أَبُو الْعَاصِ بْنُ الرَّبِيعِ ، وَكَانَتْ رُقْيَةُ قَدْ هَاجَرَ بِهَا زَوْجُهَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ قَبْلَ ذَلِكَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَحَمَلَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ امْرَأَتَهُ أُمَّ أَيْمَنَ ، وَأُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ وَكَانُوا مَعَ عِيَالِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَأَهْلِهِ ، وَخَرَجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بِأُمِّ رُومَانَ وَأُخْتَيْهِ عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ ابْنَتَيْ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى قَدِمُوا جَمِيعًا الْمَدِينَةَ ، وَرَسُولُ اللهِ يَبْنِي الْمَسْجِدَ ، وَأَبْيَاتًا حَوْلَ الْمَسْجِدِ ، فَأَنْزَلَهُمْ فِي بَيْتٍ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ ، وَبَنَى رَسُولُ اللهِ لِعَائِشَةَ بَيْتَهَا الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، وَجَعَلَ بَابًا فِي الْمَسْجِدِ وِجَاهَ بَابِ عَائِشَةَ يَخْرُجُ مِنْهُ إِلَى الصَّلاَةِ ، وَكَانَ إِذَا اعْتَكَفَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ مِنَ الْمَسْجِدِ إِلَى عَتَبَةِ عَائِشَةَ ، فَتَغْسِلُ رَأْسَهُ وَهِيَ حَائِضٌ.
12009 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ شُعَيْبٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ شِبْلٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ قَالَ : لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمَدِينَةَ وَتَزَوَّجَ عَلِيٌّ فَاطِمَةَ ، وَأَرَادَ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا ، قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اطْلُبْ مَنْزِلاَّ ، فَطَلَبَ عَلِيٌّ مَنْزِلاَّ فَأَصَابَهُ مُسْتَأْخِرًا عَنِ النَّبِيِّ قَلِيلاَّ ، فَبَنَى بِهَا فِيهِ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَيْهَا ، قَالَ : إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُحَوِّلَكِ إِلَيَّ ، فَقَالَتْ لِرَسُولِ اللهِ : فَكَلِّمْ حَارِثَةَ بْنَ النُّعْمَانِ أَنْ يَتَحَوَّلَ عَنِّي تُرِيدُ أَنْ يَتَحَوَّلَ لِي عَنْ مَنْزِلِهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : قَدْ تَحَوَّلَ حَارِثَةُ عَنَّا حَتَّى قَدِ اسْتَحْيَيْتُ ، فَبَلَغَ حَارِثَةَ فَتَحَوَّلَ وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّكَ تُحَوِّلُ فَاطِمَةَ إِلَيْكَ وَهَذِهِ مَنَازِلِي وَهِيَ أَسْقَبُ بَيْتِ بَنِي النَّجَّارِ بِكَ ، وَإِنَّمَا أَنَا وَمَالِي لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ ، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، لَلَّذِي تَأْخُذُ مِنِّي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الَّذِي تَدَعُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ : صَدَقْتَ بَارَكَ اللَّهُ عَلَيْكَ فَحَوَّلَهَا إِلَى بَيْتِ حَارِثَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ : وَكَانَتْ لِحَارِثَةَ بْنِ النُّعْمَانِ مَنَازِلُ قُرْبَ مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَحَوْلَهُ ، وَكُلَّمَا أَحْدَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَهْلاَّ تَحَوَّلَ لَهُ حَارِثَةُ بْنُ النُّعْمَانِ عَنْ مَنْزِلِهِ ، حَتَّى صَارَتْ مَنَازِلُهُ كُلُّهَا لِرَسُولِ اللهِ وَأَزْوَاجِهِ.
12012 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَطَاءً الْخُرَاسَانِيَّ ، فِي مَجْلِسٍ فِيهِ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ يَقُولُ : وَهُوَ فِيمَا بَيْنَ الْقَبْرِ وَالْمِنْبَرِ أَدْرَكْتُ حُجَرَ أَزْوَاجِ رَسُولِ اللهِ مِنْ جَرِيدِ النَّخْلِ عَلَى أَبْوَابِهَا الْمُسُوحُ مِنْ شَعْرٍ أَسْوَدَ فَحَضَرْتُ كِتَابَ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ يُقْرَأُ , يَأْمُرُ بِإِدْخَالِ حُجَرِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ فِي مَسْجِدِ رَسُولِ اللهِ ، فَمَا رَأَيْتُ يَوْمًا أَكْثَرَ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ ، قَالَ عَطَاءٌ : فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ يَوْمَئِذٍ : وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنَّهُمْ تَرَكُوهَا عَلَى حَالِهَا يَنْشَأُ نَاشِئٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، وَيَقْدَمُ الْقَادِمُ مِنَ الأُفُقِ فَيَرَى مَا اكْتَفَى بِهِ رَسُولُ اللهِ فِي حَيَاتِهِ فَيَكُونُ ذَلِكَ مِمَّا يَزْهَدُ النَّاسُ فِي التَّكَاثُرِ وَالتَّفَاخُرِ فِيهَا يَعْنِي الدُّنْيَا , قَالَ مُعَاذٌ : فَلَمَّا فَرَغَ عَطَاءٌ الْخُرَاسَانِيُّ مِنْ حَدِيثِهِ ، قَالَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِي أَنَسٍ : كَانَ مِنْهَا أَرْبَعَةُ أَبْيَاتٍ بِلَبِنٍ لَهَا حُجَرٌ مِنْ جَرِيدٍ وَكَانَتْ خَمْسَةَ أَبْيَاتٍ مِنْ جَرِيدٍ مُطَيَّنَةٍ لاَ حُجَرَ لَهَا عَلَى أَبْوَابِهَا مُسُوحُ الشَّعْرِ ذُرِعَتِ السِّتْرُ ، فَوَجَدْتُهُ ثَلاَثَ أَذْرُعٍ فِي ذِرَاعٍ وَالْعَظْمُ أَوْ أَدْنَى مِنَ الْعَظْمِ ، فَأَمَّا مَا ذَكَرْتُ مِنْ كَثْرَةِ الْبُكَاءِ ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي مَجْلِسٍ فِيهِ نَفَرٌ مِنْ أَبْنَاءِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنْهُمْ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأَبُو أُمَامَةَ بْنُ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، وَخَارِجَةُ بْنُ زَيْدٍ وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ حَتَّى أَخْضَلَ لِحَاهُمُ الدَّمْعُ ، وَقَالَ يَوْمَئِذٍ أَبُو أُمَامَةَ : لَيْتَهَا تُرِكَتْ فَلَمْ تُهْدَمْ حَتَّى يَقْصُرَ النَّاسُ عَنِ الْبِنَاءِ وَيَرَوْا مَا رَضِيَ اللَّهُ لِنَبِيِّهِ وَمَفَاتِيحُ خَزَائِنِ الدُّنْيَا بِيَدِهِ.
12013 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ الأَسْلَمِيِّ قَالَ : قَالَ لِي أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، وَهُوَ فِي مُصَلاَّهُ فِيمَا بَيْنَ الأُسْطُوَانِ الَّتِي تَلِي حَرْفَيِ الْقَبْرِ الَّتِي تَلِي لأُخْرَى إِلَى طَرِيقِ بَابِ رَسُولِ اللهِ : هَذَا بَيْتُ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ يُصَلِّي فِيهِ ، وَهَذَا الصَّفُّ كُلُّهُ إِلَى بَابِ أَسْمَاءَ بِنْتِ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ الْيَوْمَ إِلَى رَحَبَةِ الْمَسْجِدِ ، فَهَذِهِ بُيُوتُهُ رَأَيْتُهَا بِالْجَرِيدِ قَدْ طُرَّتْ بِالطِّينِ عَلَيْهَا مُسُوحُ الشَّعْرِ.