ذِكْرُ مَا بَايَعَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم النِّسَاءَ
11382 وَأَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ، أَخْبَرَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ صَفْوَانَ الْمَدِينِيُّ ، عَنْ أَسِيدِ بْنِ أَبِي أَسِيدٍ الْبَرَّادِ ، عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ قَالَتْ : فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ لاَ نَعْصِيَهُ فِيهِ مِنَ الْمَعْرُوفِ أَنْ لاَ نُخَمِّشَ وَجْهًا وَلاَ نَشُقَّ جَيْبًا ، وَلاَ نَنْشُرَ شَعْرًا ، وَلاَ نَدْعُوَ وَيْلاً.
11373 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَالْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، قَالَ أَخْبَرَتْنِي أُمَيْمَةُ بِنْتُ رُقَيْقَةَ قَالَتْ : أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي نِسْوَةٍ نُبَايِعُهُ فَاشْتَرَطَ عَلَيْنَا مَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ لاَ تَسْرِقْنَ وَلاَ تَزْنِينَ وَلاَ تَقْتُلْنَ أَوْلاَدَكُنَّ وَلاَ تَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ ، ثُمَّ قَالَ : فِيمَا اسْتَطَعْتُنَّ وَأَطَقْتُنَّ فَقُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَرْحَمُ بِنَا مِنْ أَنْفُسِنَا فَقُلْنَا : أَلاَ تُصَافِحُنَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : إِنِّي لاَ أُصَافِحُ النِّسَاءَ إِنَّمَا قَوْلِي لاِمْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِمِئَةِ امْرَأَةٍ.
11404 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ ، عَنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ : أَوَّلُ مَنْ بَايَعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُمُّ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ كَبْشَةُ بِنْتُ رَافِعِ بْنِ عُبَيْدٍ وَأُمُّ عَامِرٍ بِنْتٌ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ وَحَوَّاءُ بِنْتُ يَزِيدَ بْنِ السَّكَنِ وَمِنْ بَنِي ظُفَرَ لَيْلَى بِنْتُ الْخُطَيْمِ وَمِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ لَيْلَى وَمَرْيَمُ وَتَمِيمَةُ بَنَاتُ أَبِي سُفْيَانَ أَبِي الْبَنَاتِ قُتِلَ بِأُحُدٍ وَالشُّمُوسُ بِنْتُ أَبِي عَامِرٍ الرَّاهِبِ وَابْنَتُهَا جَمِيلَةُ بِنْتُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ وَطَيْبَةُ بِنْتُ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الأَقْلَحِ.
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ} فَكَتَبَ إِلَيْهِ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَالَحَ قُرَيْشًا يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ عَلَى أَنْ يَرُدَّ عَلَيْهِمْ مَنْ جَاءَ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهِ ، فَكَانَ يَرُدُّ الرِّجَالَ ، فَلَمَّا هَاجَرَ النِّسَاءُ أَبَى اللَّهُ ذَلِكَ أَنْ يَرُدَّهُنَّ إِذَا امْتُحِنَّ بِمِحْنَةِ الإِسْلاَمِ وَزَعَمَتْ أَنَّهَا جَاءَتْ رَاغِبَةً فِيهِ ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَرُدَّ صَدُقَاتِهِنَّ إِلَيْهِمْ إِذَا احْتَبَسْنَ عَنْهُمْ وَأَنْ يَرُدُّوا عَلَيْهِمْ مِثْلَ الَّذِي يَرُدُّونَ عَلَيْهِمْ إِنْ فَعَلُوا ، فَقَالَ : { وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ} ، وَهَاجَرَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُمُّ كُلْثُومِ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ فِي تِلْكَ الْمُدَّةِ وَصَبَّحَهَا أَخَوَاهَا عُمَارَةُ وَالْوَلِيدُ ابْنَا عُقْبَةَ مِنَ الْغَدِ فَطَلَبَاهَا فَأَبَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَرُدَّهَا إِلَيْهِمَا فَرَجَعَا إِلَى مَكَّةَ فَأَخْبَرَا قُرَيْشًا فَلَمْ يَبْعَثُوا فِي ذَلِكَ أَحَدًا وَرَضُوا بِأَنْ تُحْبَسَ النِّسَاءُ { وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ، وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا} . فَإِنْ فَاتَ أَحَدًا مِنْهُمْ أَهْلُهُ إِلَى الْكُفَّارِ ، فَإِنْ أَتَتْكُمُ امْرَأَةٌ مِنْهُمْ فَأَصَبْتُمْ غَنِيمَةً أَوْ فَيْئًا فَعَوِّضُوهُمْ مِمَّا أَصَبْتُمْ صَدَاقَ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَتَتْكُمْ ، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُونَ فَأَقَرُّوا بِحُكْمِ اللهِ تَعَالَى وَأَبَى الْمُشْرِكُونَ أَنْ يُقِرُّوا بِذَلِكَ وَأَنَّ مَا فَاتَ لِلْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ صَدَاقِ مَنْ هَاجَرَ مِنْ أَزْوَاجِ الْمُشْرِكِينَ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا مِنْ مَالِ الْمُشْرِكِينَ فِي أَيْدِيكُمْ وَلَسْنَا نَعْلَمُ امْرَأَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاتَتْ زَوْجَهَا بِلُحُوقِ الْمُشْرِكِينَ بَعْدَ إِيمَانِهَا ، وَلَكِنَّهُ حُكْمٌ حَكَمَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ لأَمْرٍ إِنْ كَانَ ، وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ { وَلاَ تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} . يَعْنِي مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ فَطَلَّقَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مُلَيْكَةَ بِنْتَ أَبِي أُمَيَّةَ وَهِيَ أُمُّ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَتَزَوَّجَهَا مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ وَطَلَّقَ عُمَرُ أَيْضًا بِنْتَ جَرْوَلٍ الْخُزَاعِيَّةَ فَتَزَوَّجَهَا أَبُو جَهْمِ بْنُ حُذَيْفَةَ وَطَلَّقَ عِيَاضُ بْنُ غَنْمٍ الْفِهْرِيُّ أُمَّ الْحَكَمِ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ يَوْمَئِذٍ فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُثْمَانَ الثَّقَفِيُّ فَوَلَدَتْ لَهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أُمِّ الْحَكَمِ.
11405 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ابْنُ أَخِي الزُّهْرِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَهُوَ يَكْتُبُ إِلَى هُبَيْرَةَ صَاحِبِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، وَكَانَ كَتَبَ إِلَيْهِ يَسْأَلُهُ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ :
11376 أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَيَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، وَابْنُ نُمَيْرٍ قَالُوا : أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ؛ أَنَّ النِّسْوَةَ لَمَّا جِئْنَ يُبَايِعْنَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بَسَطَ رِدَاءَهُ فَوْقَ يَدِهِ فَبَايَعَهُنَّ مِنْ وَرَاءِ الرِّدَاءِ وَرَجَعَ نِسْوَةٌ لَمْ يُبَايِعْهُنَّ وَخَشِينَ الشَّرْطَ وَبَايَعَ أُخَرَ مِنْ وَرَاءِ الرِّدَاءِ ، وَقَالَ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِنْكُنَّ وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كَأَنَّهُ يُقَلِّلُ.
11370 أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ؛ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم حِينَ بَايَعَ النِّسَاءَ وَضَعَ عَلَى يَدِهِ بُرْدًا قَطَرِيًّا فَبَايَعَهُنَّ قَالَ : وَالأَكْثَرُ عَلَى أَنَّهُ قَالَ : إِنِّي لاَ أُصَافِحُ النِّسَاءَ.