ذِكْرُ الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،    ذِكْرُ الْهِجْرَةِ الثَّانِيَةِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ

491 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ وَاقِدٍ الأَسْلَمِيُّ قَالَ : حَدَّثَنِي سَيْفُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ (ح) وَحَدَّثَنِي عُتْبَةُ بْنُ جَبِيرَةَ الأَشْهَلِيُّ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ يُحَدِّثُ ، أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ سَلَمَةَ قَالَ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُمَحِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ قَالُوا : لَمَّا قَدِمَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مَكَّةَ مِنَ الْهِجْرَةِ الأُولَى اشْتَدَّ عَلَيْهِمْ قَوْمُهُمْ ، وَسَطَتْ بِهِمْ عَشَائِرُهُمْ وَلَقُوا مِنْهُمْ أَذًى شَدِيدًا ، فَأَذِنَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي الْخُرُوجِ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَرَّةً ثَانِيَةً ، فَكَانَتْ خَرْجَتُهُمُ الآخِرَةُ أَعْظَمَهَا مَشَقَّةً ، وَلَقُوا مِنْ قُرَيْشٍ تَعْنِيفًا شَدِيدًا ، وَنَالُوهُمْ بِالأَذَى ، وَاشْتَدَّ عَلَيْهِمْ مَا بَلَغَهُمْ عَنِ النَّجَاشِيِّ مِنْ حُسْنِ جِوَارِهِ لَهُمْ ، فَقَالَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، فَهِجْرَتُنَا الأُولَى وَهَذِهِ الآخِرَةُ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَلَسْتَ مَعَنَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : أَنْتُمْ مُهَاجِرُونَ إِلَى اللهِ وَإِلَيَّ ، لَكُمْ هَاتَانِ الْهِجْرَتَانِ جَمِيعًا ، قَالَ عُثْمَانُ : فَحَسْبُنَا يَا رَسُولَ اللهِ . وَكَانَ عِدَّةُ مَنْ خَرَجَ فِي هَذِهِ الْهِجْرَةِ مِنَ الرِّجَالِ ثَلاَثَةٌ وَثَمَانِينَ رَجُلاَّ ، وَمِنَ النِّسَاءِ إِحْدَى عَشَرَةَ امْرَأَةً قُرَشِيَّةً ، وَسَبْعٌ غَرَائِبُ ، فَأَقَامَ الْمُهَاجِرُونَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ عِنْدَ النَّجَاشِيِّ بِأَحْسَنِ جِوَارٍ ، فَلَمَّا سَمِعُوا بِمُهَاجَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْمَدِينَةِ ، رَجَعَ مِنْهُمْ ثَلاَثَةٌ وَثَلاَثُونَ رَجُلاَّ ، وَمِنَ النِّسَاءِ ثَمَانِي نِسْوَةٍ ، فَمَاتَ مِنْهُمْ رَجُلاَنِ بِمَكَّةَ ، وَحُبِسَ بِمَكَّةَ سَبْعَةُ نَفَرٍ ، وَشَهِدَ بَدْرًا مِنْهُمْ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلاَّ ، فَلَمَّا كَانَ شَهْرُ رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ سَبْعٍ مِنْ هِجْرَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى الْمَدِينَةِ ، كَتَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى النَّجَاشِيِّ كِتَابًا يَدْعُوهُ فِيهِ إِلَى الإِسْلاَمِ ، وَبَعَثَ بِهِ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ، فَلَمَّا قُرِئَ عَلَيْهِ الْكِتَابُ أَسْلَمَ ، وَقَالَ : لَوْ قَدَرْتُ أَنْ آتِيَهُ لأَتَيْتُهُ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يُزَوِّجَهُ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ ، وَكَانَتْ فِيمَنْ هَاجَرَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ مَعَ زَوْجِهَا عُبَيْدِ اللهِ بْنِ جَحْشٍ ، فَتَنَصَّرَ هُنَاكَ وَمَاتَ ، فَزَوَّجَهُ النَّجَاشِيُّ إِيَّاهَا وَأَصْدَقَ عَنْهُ أَرْبَعَمِئَةِ دِينَارٍ ، وَكَانَ الَّذِي وَلِيَ تَزْوِيجَهَا خَالِدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ ، وَكَتَبَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ مَنْ بَقِيَ عِنْدَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ وَيَحْمِلُهُمْ ، فَفَعَلَ وَحَمَلَهُمْ فِي سَفِينَتَيْنِ مَعَ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيِّ ، فَأَرْسَوا بِهِمْ إِلَى سَاحِلِ بُولاَ وَهُوَ الْجَارُ ، ثُمَّ تَكَارُوا الظَّهْرَ حَتَّى قَدِمُوا الْمَدِينَةَ ، فَيَجِدُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِخَيْبَرَ ، فَشَخَصُوا إِلَيْهِ ، فَوَجَدُوهُ قَدْ فَتَحَ خَيْبَرَ ، فَكَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْمُسْلِمِينَ أَنْ يُدْخِلُوهُمْ فِي سُهْمَانِهِمْ فَفَعَلُوا.

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،