مَا جَاءَ فِي تَجْرِيدِ الْكَعْبَةِ وَأَوَّلِ مَنْ جَرَّدَهَا



: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

285 وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَجَبِيُّ ، عَنْ جَدَّتِهِ فَاطِمَةَ بِنْتِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَتْ : حَجَّ الْمَهْدِيُّ ، فَجَرَّدَ الْكَعْبَةَ ، وَطَلَى جُدْرَانَهَا مِنْ خَارِجٍ بِالْغَالِيَةِ وَالْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ . قَالَتْ : فَأَخْبَرَنِي جَدُّكَ - تَعْنِي زَوْجَهَا - مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَجَبِيُّ قَالَ : صَعِدْنَا عَلَى ظَهْرِ الْكَعْبَةِ بِقَوَارِيرَ مِنَ الْغَالِيَةِ ، فَجَعَلْنَا نُفْرِغُهَا عَلَى جُدُرَاتِ الْكَعْبَةِ مِنْ خَارِجٍ مِنْ جَوَانِبِهَا كُلِّهَا ، وَعَبِيدُ الْكَعْبَةِ قَدْ تَعَلَّقُوا بِالْبَكَرَاتِ الَّتِي تُخَاطُ عَلَيْهَا ثِيَابُ الْكَعْبَةِ ، وَيَطْلُونَ بِالْغَالِيَةِ جُدُرَاتِهَا مِنْ أَسْفَلِهَا إِلَى أَعْلَاهَا قَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ : أَنَا رَأَيْتُهَا وَقَدْ غُيِّرَ الْجَدْرُ الَّذِي بَنَاهُ الْحَجَّاجُ مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ ، وَقَدِ انْفَتَحَ مِنَ الْبِنَاءِ الْأَوَّلِ الَّذِي بَنَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِقْدَارُ أُصْبُعٍ مِنْ دُبُرِهَا وَمِنْ وَجْهِهَا ، وَقَدْ رُهِمَ بِالْجِصِّ الْأَبْيَضِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

286 حَدَّثَنَا جَدِّي ، قَالَ : حَجَّ الْمَهْدِيُّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ سَنَةَ سِتِّينَ وَمِائَةٍ ، فَرُفِعَ إِلَيْهِ أَنَّهُ قَدِ اجْتَمَعَ عَلَى الْكَعْبَةِ كِسْوَةٌ كَثِيرَةٌ ، حَتَّى إِنَّهَا قَدْ أَثْقَلَتْهَا ، وَيُخَافُ عَلَى جُدُرَاتِهَا مِنْ ثِقَلِ الْكِسْوَةِ ، فَجَرَّدَهَا حَتَّى لَمْ يُبْقِ عَلَيْهَا مِنْ كِسْوَتِهَا شَيْئًا ، ثُمَّ ضَمَّخَهَا مِنْ خَارِجِهَا بِالْغَالِيَةِ وَالْمِسْكِ وَالْعَنْبَرِ ، وَطَلَى جُدُرَاتِهَا كُلَّهَا مِنْ أَسْفَلِهَا إِلَى أَعْلَاهَا مِنْ جَوَانِبِهَا كُلِّهَا ، ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَيْهَا ثَلَاثَ كُسًا مِنْ قَبَاطِيٍّ وَخَزٍّ وَدِيبَاجٍ ، وَالْمَهْدِيُّ قَاعِدٌ عَلَى ظَهْرِ الْمَسْجِدِ مِمَّا يَلِي دَارَ النَّدْوَةِ يَنْظُرُ إِلَيْهَا وَهِيَ تُطْلَى بِالْغَالِيَةِ وَحِينَ كُسِيَتْ . ثُمَّ لَمْ يُحَرَّكْ وَلَمْ يُخَفَّفْ عَنْهَا مِنْ كِسْوَتِهَا شَيْءٌ حَتَّى كَانَ سَنَةَ الْمِائَتَيْنِ ، وَكَثُرَتِ الْكِسْوَةُ أَيْضًا عَلَيْهَا جِدًّا ، فَجَرَّدَهَا حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ الطَّالِبِيُّ فِي الْفِتْنَةِ ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَدْ أَخَذَ مَكَّةَ لَيَالِيَ دَعَتِ الْمُبَيِّضَةُ إِلَى أَنْفُسِهَا وَأَخَذُوا مَكَّةَ ، فَجَرَّدَهَا حَتَّى لَمْ يُبْقِ عَلَيْهَا مِنْ كِسْوَتِهَا شَيْئًا . قَالَ جَدِّي : فَاسْتَدَرْتُ بِجَوَانِبِهَا وَهِيَ مُجَرَّدَةٌ ، فَرَأَيْتُ جُدَّاتِ الْبَابِ الَّذِي كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ جَعَلَهُ فِي ظَهْرِهَا ، وَسَدَّهُ الْحَجَّاجُ بِأَمْرِ عَبْدِ الْمَلِكِ ، فَرَأَيْتُ جُدَّاتِهِ وَعَتَبَهُ عَلَى حَالِهَا ، وَعَدَدْتُ حِجَارَتَهُ الَّتِي سُدَّ بِهَا فَوَجَدْتُهَا ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ حَجَرًا فِي تِسْعَةِ مَدَامِيكَ ، فِي كُلِّ مِدْمَاكٍ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ ، إِلَّا الْمِدْمَاكَ الْأَعْلَى ، فَإِنَّ فِيهِ أَرْبَعَةَ أَحْجَارٍ ، رَأَيْتُ الصِّلَةَ الَّتِي بَنَى الْحَجَّاجُ مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ حِينَ هَدَمَ مَا زَادَ ابْنُ الزُّبَيْرِ . قَالَ : فَرَأَيْتُ تِلْكَ الصِّلَةَ بَيِّنَةً فِي الْجَدْرِ ، وَهِيَ كَالْمُتَبَرِيَّةِ مِنَ الْجَدْرِ الْآخَرِ . قَالَ إِسْحَاقُ : وَرَأَيْتُ جُدُرَاتِهَا كَلَوْنِ الْعَنْبَرِ الْأَشْهَبِ حِينَ جُرِّدَتْ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ مِنْ سَنَةِ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ، وَأَحْسِبُهُ مِنْ تِلْكَ الْغَالِيَةِ . قَالَ : وَكَانَ تَجْرِيدُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ إِيَّاهَا أَوَّلَ يَوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ يَوْمَ السَّبْتِ سَنَةَ مِائَتَيْنِ ، ثُمَّ كَسَاهَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ كِسْوَتَيْنِ مِنْ قَزٍّ رَقِيقٍ ، إِحْدَاهُمَا صَفْرَاءُ ، وَالْأُخْرَى بَيْضَاءُ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَهُمَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الْأَخْيَارِ ، أَمَرَ أَبُو السَّرَايَا الْأَصْفَرُ بْنُ الْأَصْفَرِ دَاعِيَةٌ إِلَى مُحَمَّدٍ بِعَمَلِ هَذِهِ الْكِسْوَةِ لِبَيْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ قَالَ أَبُو الْوَلِيدِ : وَابْتَدَأَتْ كِسْوَتُهَا مِنْ سَنَةِ الْمِائَتَيْنِ ، وَعِدَّتُهَا إِلَى سَنَةِ أَرْبَعٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ مِائَةٌ وَسَبْعُونَ ثَوْبًا . قَالَ مُحَمَّدٌ الْخُزَاعِيُّ : وَأَنَا رَأَيْتُهَا وَقَدْ عُمِرَ الْجَدْرُ الَّذِي بَنَاهُ الْحَجَّاجُ مِمَّا يَلِي الْحِجْرَ ، فَانْفَتَحَ مِنَ الْبِنَاءِ الْأَوَّلِ الَّذِي بَنَاهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ مِقْدَارُ نِصْفِ إِصْبَعٍ مِنْ وَجْهِهَا وَمِنْ دُبُرِهَا ، وَقَدْ رُهِمَ بِالْجِصِّ الْأَبْيَضِ ، وَقَدْ رَأَيْتُهَا حِينَ جُرِّدَتْ فِي آخِرِ ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ ، فَرَأَيْتُ جُدُرَاتِهَا كَلَوْنِ الْعَنْبَرِ الْأَشْهَبِ مِنْ تِلْكَ الْغَالِيَةِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،