أَبُو يَزِيدَ الْبِسْطَامِيُّ
14906 سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ : سَمِعْتُ مَنْصُورًا يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا يَعْقُوبَ النَّهْرَجُورِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عُبَيْدٍ السَّهْمَدَانِيًّ يَقُولُ : كَتَبَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ إِلَى أَبِي يَزِيدَ : سَكِرْتُ مِنْ كَثْرَةِ مَا شَرِبْتُ مِنْ كَأْسِ مَحَبَّتِهِ , فَكَتَبَ أَبُو يَزِيدَ فِي جَوَابِهِ سَكِرْتُ وَمَا شَرِبْتُ مِنَ الدُّرَرِ وَغَيْرِي قَدْ شَرِبَ بُحُورَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا رَوِيَ بَعْدُ وَلِسَانُهُ مَطْرُوحٌ مِنَ الْعَطَشِ وَيَقُولُ : هَلْ مِنْ مَزِيدٍ |
14907 سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْحُسَيْنِ يَقُولُ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ تَيْمُورًا الْبِسْطَامِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ مُوسَى بْنَ عِيسَى يَقُولُ : قَالَ أَبِي : قَالَ أَبُو يَزِيدَ : لَوْ نَظَرْتُمْ إِلَى رَجُلٍ أُعْطِيَ مِنَ الْكَرَامَاتِ حَتَّى يُرْفَعَ فِي الْهَوَاءِ فَلَا تَغْتَرُّوا بِهِ حَتَّى تَنْظُرُوا كَيْفَ تَجِدُونَهُ عِنْدَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَحِفْظِ الْحُدُودِ وَأَدَاءِ الشَّرِيعَةِ ؟ , وَقَالَ : إِذَا وَقَفْتَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فَاجْعَلْ نَفْسَكَ كَأَنَّكَ مَجُوسِيٌّ تُرِيدُ أَنْ تَقْطَعَ الزِّنَّارَ بَيْنَ يَدَيْهِ , قَالَ : وَحَكَى عَمِّي عَنْ أَبِيهِ , أَنَّهُ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ النَّاسُ فَقَالَ : يَا رَبِّ كُنْتُ سَأَلْتُكَ أَلَّا تَحْجُبَهُمْ بِكَ , عَنْكَ فَحَجَبْتَهُمْ بِي عَنْكَ , وَحُكِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : نُودِيتُ فِي سِرِّيَ فَقِيلَ لِي خَزَائِنُنَا مَمْلُوءَةٌ مِنَ الْخِدْمَةِ فَإِنْ أَرَدْتَنَا فَعَلَيْكَ بِالذِّلَّةِ وَالِافْتِقَارِ |
14908 سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحُلْوَانِيَّ بِطَرْتِيبَ يَقُولُ : سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ إِسْحَاقَ الْهَرَوِيَّ يَقُولُ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ الْهَرَوِيَّ وَذَكَرَ عَنْ أَبِي يَزِيدَ قَالَ : أَوْلِيَاءُ اللَّهِ مَخْدُرُونَ مَعَهُ فِي حِجَالِ الْأُنْسِ لَهُ لَا يَرَاهُمْ أَحَدٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِلَّا مَنْ كَانَ مَحَرِّمًا لَهُمْ , وَأَمَّا غَيْرُهُمْ فَلَا إِلَّا مُنْتَقِبِينَ مِنْ وَرَاءِ حُجُبِهِمْ , قَالَ : وَقُرِئَ عِنْدَ أَبِي يَزِيدَ يَوْمًا : { يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا } قَالَ : فَهَاجَ ثُمَّ قَالَ : مَنْ كَانَ عِنْدَهُ فَلَا يَحْتَاجُ أَنْ يُحْشَرَ لِأَنَّهُ جَلِيسُهُ أَبَدًا , وَقِيلَ لِأَبِي يَزِيدَ : أَيَصِلُ الْعَبْدُ إِلَيْهِ فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَلَكِنْ يُرَدُّ بِالْفَائِدَةِ وَالرِّبْحِ عَلَى قَدْرِ السَّفَرِ قَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : اقْتَصَرْنَا عَلَى هَذَا الْقَدْرِ مِنْ كَلَامِهِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْإِشَارَاتِ الْعَمِيقَةِ الَّتِي لَا يَصَلُ إِلَى الْوقُوفِ عَلَى مَوْدِعْهَا إِلَّا مَنْ غَاصَ فِي بَحْرِهِ وَشَرِبَ مِنْ صَافِي أَمْوَاجِ صَدْرِهِ وَفَهِمَ نَافِثَاتِ سِرِّهِ الْمُتَوَلِّدَةَ الْمُنْتَشِرَةَ مِنْ سُكْرِهِ , فَأَمَّا الرِّوَايَةُ عَنْهُ فَغَيْرُ مَحْفُوظَةٍ غَيْرَ أَنِّي رَأَيْتُ مِنْ وَرَائِهِ شَيْخًا وَاعِظًا لَقِيتُهُ بِبَغْدَادَ وَبِالْبَصْرَةِ يُعْرَفُ بِأَبِي الْفَتْحِ بْنِ الْحِمْصِيِّ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ فَذَكَرَ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيَّ , حَدَّثَهُمْ |
14909 قَالَ : قَالَ أَبُو مُوسَى الدُّؤَلِيُّ : حدثنا أَبُو يَزِيدَ الْبِسْطَامِيُّ , حدثنا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّدِّيُّ , عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلَائِيِّ , عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ ضَعْفِ الْيَقِينِ أَنْ تُرْضِيَ النَّاسَ بِسَخَطِ اللَّهِ ، وَأَنْ تَحْمَدَهُمْ عَلَى رِزْقِ اللَّهِ ، وَأَنْ تَذُمَّهُمْ عَلَى مَا لَمْ يُؤْتِكَ اللَّهُ , إِنَّ رِزْقَ اللَّهِ لَا يَجُرُّهُ إِلَيْكَ حِرْصُ حَرِيصٍ , وَلَا يَرُدَّهُ كُرْهُ كَارِهٍ وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى بِحِكْمَتِهِ وَجَلَالِهِ جَعَلَ الْفَرَجَ وَالرُّوحَ فِي الرِّضَا وَجَعَلَ الْهَمَّ وَالْحُزْنَ فِي الشَّكِّ وَالسُّخْطِ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو نُعَيْمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : وَهَذَا الْحَدِيثُ مِمَّا رُكِّبَ عَلَى أَبِي يَزِيدَ وَالْحَمْلُ فِيهِ عَلَى شَيْخِنَا أَبِي الْفَتْحِ فَقَدْ عُثِرَ مِنْهُ عَلَى غَيْرِ حَدِيثٍ رَكَّبَهُ وَحَدَّثَنَا بِهَذَا الْحَدِيثِ الْقَاضِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ , حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ حَفْصٍ , حدثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ السُّدِّيُّ , حدثنا أَبِي , حدثنا عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْمُلَائِيُّ , عَنْ عَطِيَّةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ ضَعْفِ الْيَقِينِ فَذَكَرَ مِثْلَهُ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو نُعَيْمٍ رَحِمَهُ اللَّهُ : أَمَا شَمُوسُ أَهْلِ الْمَشْرِقِ وَأَعْلَامُهُمْ فَقَدْ عُنِيَ بِذِكْرِهِمُ الشَّيْخُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ فِي كِتَابِهِ الْمُتَرْجَمِ بَطَبَقَاتِ الصُّوفِيَّةِ وَأَحْبَبْتُ إِيدَاعَ أَسْمَاءِ جَمَاعَةٍ مِنْ مَشْهُورِيهِمْ كِتَابِي عَلَى الِاخْتِصَارِ دُونَ الْإِكْثَارِ |