بَيَانُ أَحَادِيثَ أَوْرَدَهَا شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ
101 أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِي أَبُو الْفَضْلِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْقُرَشِيُّ الْجُرْجَانِيُّ ، قال حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ غَزْوَانَ حَدَّثَنِي رَجُلٌ ، مِنْ وَلَدِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : بَعَثَ إِلَيَّ الرَّشِيدُ ، فَذَكَرَ قِصَّةً فِي اسْتِدْعَائِهِ الشَّافِعِيَّ وَدُعَاءً دَعَا بِهِ ، ثُمَّ قَوْلُهُ حِينَ سُئِلَ عَنْهُ : هُوَ الَّذِي حَدَّثَنِي بِهِ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا بِهِ يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى قُرَيْشٍ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِنُورِ قُدْسِكَ وَعَظَمَةِ طَهَارَتِكَ ، وَبَرَكَةِ جَلَالِكَ مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَعَاهَةٍ فَذَكَرَ دُعَاءً طَوِيلًا ، وَسَنَدُ هَذَا الْحَدِيثِ مَوْضُوعٌ عَلَى الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ لَا شَكَّ فِيهِ ، وَلَا يُدْرَى حَالُ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ فِي الرِّوَايَةِ ، وَلَا حَالُ وَلَدِهِ وَمَنْ رَوَاهُ عَنْهُ . وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ هَذَا كَانَ يُعْرَفُ بِابْنِ مَقَاطِرَ الْقُرَشِيِّ الْأُمَوِيِّ ، لَهُ مِنْ أَمْثَالِ هَذَا أَحَادِيثُ مَوْضُوعَةٌ لَا أَسْتَحِلُّ رِوَايَةَ شَيْءٍ مِنْهَا ، وَلَا رِوَايَةَ مَا ذَكَرَهُ شَيْخُنَا رَحِمَهُ اللَّهُ ، وَلَوْ تَوَرَّعَ هُوَ أَيْضًا عَنْ رِوَايَتِهِ لَكَانَ أَوْلَى بِهِ ، فَالشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ يَبْرَأُ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ ، وَكَذَلِكَ مَالِكٌ ، وَنَافِعٌ ، وَابْنُ عُمَرَ ، وَاللَّهُ يَعْصِمُنَا مِنْ رِوَايَاتِ الْمُنْكَرَاتِ بِفَضْلِهِ وَكَرَمِهِ ، وَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي كِتَابِ أَبِي نُعَيْمٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَصْبَهَانِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُكْرَمٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ حَمَّادٍ النَّرْسِيِّ ، قَالَ : قَالَ الرَّشِيدُ يَوْمًا لِلْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ ، فَذَكَرَهُ ، وَذَكَرَ سَنَدَهُ عَنِ الشَّافِعِيِّ ، عَنْ مَالِكٍ ، وَهُوَ أَيْضًا مَوْضُوعٌ . وَرَوَاهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيِّ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ الْمَخْزُومِيِّ ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِيعِ غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ تُذْكَرْ رِوَايَتُهُ عَنْ مَالِكٍ ، وَهَذَا أَمْثَلُ ، وَلَا يُنْكَرُ أَنْ يَكُونَ الشَّافِعِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ جَمَعَ دُعَاءً دَعَا بِهِ ، وَإِنَّمَا الْمُنْكَرُ رِوَايَةُ مَنْ رَوَاهُ عَنْهُ عَنْ مَالِكٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ |
حَدِيثٌ آخَرُ ذَكَرَهُ شَيْخُنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي مَشَائِخِ الشَّافِعِيِّ الَّذِينَ سَمِعَ مِنْهُمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ الْقُرَشِيُّ ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ الَّذِي أبناه قَالَ :حدثنا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أبنا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أبنا الشَّافِعِيُّ ، أبنا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ وَابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ ، وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمِسْوَرِ ، عَنْ وَاصِلِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً لَمْ يَدْخُلْ بِهَا حَتَّى طَلَّقَهَا ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا بِالصَّدَاقِ تَامًّا ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : أَنَا أَوْلَى بِالْعَفْوِ . ثُمَّ قَالَ عُقَيْبَهُ : هَكَذَا وَجَدْتُ فِي كِتَابِي هَذَا الْحَدِيثَ : وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ ، وَأَنَا شَاكٌّ فِي سَمَاعِ الشَّافِعِيِّ مِنْهُ ، وَهَذَا خَطَأٌ وَقَعَ فِي كِتَابِهِ ، وَالشَّافِعِيُّ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْهُمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ لَيْسَ فِيهِ حَرْفُ الْوَاوِ ، وَهُوَ فِيمَا قَرَأْتُهُ عَلَى أَبِي سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَمْرٍو فِي الْمَبْسُوطِ ، وَعَلَى أَبِي زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ وَأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ فِي الْمُسْنَدِ : أَنَّ أَبَا الْعَبَّاسِ حَدَّثَهُمُ ، أبنا الرَّبِيعُ ، أبنا الشَّافِعِيُّ ، أبنا ابْنُ أَبِي فُدَيْكٍ وَسَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الْمِسْوَرِ فَذَكَرَهُ |