شَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ
شَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ وَمِنْهُمُ الرَّائِدُ الْعَقِيقُ الزَّاهِدُ الْحَقِيقُ أَبُو عَلِيٍّ الْبَلْخِيُّ شَقِيقٌ . كَانَ شَقِيقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ أَحَدَ الزهادِ مِنَ الْمَشْرِقِ وَكَانَ يَقُولُ : تُطْرَحُ الْمَكَاسِبُ وَالْمَطَالِبُ فِي الْأَسْبَابِ وَالْمَذَاهِبِ . قَدَّمَ لِلْمَعَادِ وَتَنَعَّمَ بِالْوِدَادِ زَلَقَ بِكَفَالَةِ الْوَكِيلِ فَتَوَكَّلَ وَاجْتَهَدَ فِيمَا الْتَزَمَ فَاحْتَمَلْ . وَحَقِيقَةُ الزُّهْدِ الرُّكُونُ وَالسِّكُونُ وَتَحَوُّلُ الْأَعْضَاءِ وَالْغُصُونِ وَالتَّخَلِي مِنَ الْقُرَى وَالْحُصُونِ |
11522 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَغْدَادِيُّ سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ وَحَدَّثَنِي عَنْهُ ، أَوَّلًا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ الْعُثْمَانَيُّ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَخَمْسِينَ ، قال حدثنا عَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّامِيُّ , حدثنا أَبُو عَقِيلٍ الرُّصَافِيُّ ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّاهِدُ , قَالَ : قَالَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَقِيقٍ : كَانَ لِجَدِّي ثَلَاثُمِائَةٍ قَرْيَةٍ يَوْمَ قُتِلَ بِوَاشَكَرْدٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كَفَنٌ يُكَفَّنُ فِيهِ ، قَدَّمَهُ كُلُّهُ بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَثِيَابُهُ وَسَيْفُهُ إِلَى السَّاعَةِ مُعَلَّقٌ ، يَتَبَرَّكُونَ بِهِ قَالَ : وَقَدْ كَانَ خَرَجَ إِلَى بِلَادِ التُّرْكِ لِتِجَارَةٍ وَهُوَ حَدَّثَ إِلَى قَوْمٍ يُقَالُ لَهُمُ الْخَصُوصِيَّةُ وَهُمْ يَعْبُدُونَ الْأَصْنَامَ فَدَخَلَ إِلَى بَيْتِ أَصْنَامِهِمْ وَعَالِمِهِمْ فِيهِ حَلَقَ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ وَلَبِسَ ثِيَابًا حَمْرَاءَ أُرْجُوانِيَّةً , فَقَالَ لَهُ شَقِيقٌ : إِنَّ هَذَا الَّذِي أَنْتَ فِيهِ بَاطِلٌ وَلِهَؤُلَاءِ وَلَكَ وَلِهَذَا الْخَلْقِ خَالِقٌ وَصَانِعٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ لَهُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَازِقٌ كُلَّ شَيْءٍ فَقَالَ لَهُ الْخَادِمُ : لَيْسَ يوَافِقُ قَوْلُكَ فِعْلَكَ , فَقَالَ لَهُ شَقِيقٌ : كَيْفَ ذَاكَ ؟ قَالَ : زَعَمَتْ أَنَّ لَكَ خَالِقًا رَازِقًا قَادِرًا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَقَدْ تَغَيَّبَتَ إِلَى هَهُنَا لِطَلَبِ الرِّزْقِ وَلَوْ كَانَ كَمَا تَقُولُ فَإِنَّ الَّذِي رَزَقَكَ هَهُنَا هُوَ الَّذِي يَرْزُقُكَ ثَمَّ فَتُرِيحُ الْعَنَا قَالَ شَقِيقٌ : وَكَانَ سَبَبُ زهدي كَلَامَ التُّرْكِيِّ , فَرَجَعَ فَتَصَدَّقَ بِجَمِيعِ مَا مَلَكَ وَطَلَبَ الْعِلْمَ |
11523 حَدَّثَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَخْلَدٍ , حدثنا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ , حدثنا الْمُثَنَّى بْنُ جَامِعٍ , قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ : سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ , يَقُولُ : كُنْتُ رَجُلًا شَاعِرًا فَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التَّوْبَةَ , وَإِنِّي خَرَجْتُ مِنْ ثَلَاثِمِائَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَكُنْتُ مُرَابَيًا وَلَبِسْتَ الصُّوفَ عِشْرِينَ سَنَةً وَأَنَا لَا أَعْلَمُ حَتَّى لَقِيتُ عَبْدَ الْعَزِيزِ بْنَ رَوَّادٍ فَقَالَ : يَا شَقِيقُ لَيْسَ الْبَيَانُ فِي أَكَلِ الشَّعِيرِ وَلَا لِبَاسِ الصُّوفِ وَالشَّعْرِ الْبَيَانُ : الْمَعْرِفَةُ أَنْ تَعْرِفَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ , تَعْبُدَهُ وَلَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَالثَّانِيَةُ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ ، عَزَّ وَجَلَّ وَالثَّالِثَةُ تَكُونُ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقُ مِنْكَ بِمَا فِي أَيْدِي الْمَخْلُوقِينَ . قَالَ شَقِيقٌ : فَقُلْتُ لَهُ : فَسِّرْ لِي هَذَا حَتَّى أَتَعَلَّمَهُ قَالَ : أَمَّا تَعْبُدُ اللَّهَ لَا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا يَكُونُ جَمِيعُ مَا تَعْمَلُهُ لِلَّهِ خَالِصًا مِنْ صَوْمٍ أَوْ صَلَاةٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ غَزْوٍ أَوْ عِبَادَةٍ فَرْضٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ أَعْمَالٍ حَتَّى يَكُونَ لِلَّهِ خَالِصًا ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآيَةِ : { فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } |
11524 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ , حدثنا الْعَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّاشِيُّ , حدثنا أَبُو عَقِيلٍ الرُّصَافِيُّ ، , حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الزَّاهِدُ , قَالَ : سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْبَلْخِيُّ , يَقُولُ : سَبْعَةُ أَبْوَابٍ يُسْلَكُ بِهَا طَرِيقُ الزُّهَّادِ : الصَّبْرُ عَلَى الْجُوعِ بِالْسُرُورِ لَا بِالْفُتُورِ بِالْرَضَا لَا بِالْجزِعِ , وَالصَّبْرُ عَلَى الْعُرْيِ بِالْفَرَحِ لَا بِالْحُزْنِ وَالصَّبْرِ عَلَى طُولِ الصِّيَامِ بِالْتَفَضُّلِ لَا بِالْتَعَسُّفِ كَأَنَّهُ طَاعِمٌ نَاعِمٌ , وَالصَّبْرُ عَلَى الذُّلِّ بِطِيبِ نَفْسِهِ لَا بِالتَّكَرُّهِ وَالصَّبْرُ عَلَى الْبُؤْسِ بِالْرَضَا لَا بِالْسُخْطِ , وَطُولُ الْفَكْرَةِ فِيمَا يُودِعُ بَطْنَهُ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَيَكْسُو بِهِ ظَهْرَهُ مِنْ أَيْنَ وَكَيْفَ وَلَعَلَّ وَعَسَى . فَإِذَا كَانَ فِي هَذِهِ الْأَبْوَابِ السَّبْعَةِ فَقَدْ سَلَكَ صَدْرًا مِنْ طَرِيقِ الزُّهَّادِ وَذَلِكَ الْفَضْلُ الْعَظِيمُ |
11525 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُوسَى , قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ , يَقُولُ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُبَيْدٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ خَالِيَ مُحَمَّدَ بْنَ اللَّيْثِ يَقُولُ : سَمِعْتُ حَامِدًا اللَّفَّافَ , يَقُولُ : سَمِعْتُ حَاتِمًا الْأَصَمَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ شَقِيقًا الْبَلْخِيَّ , يَقُولُ : عَمِلْتُ فِي الْقُرْآنِ عِشْرِينَ سَنَةً حَتَّى مَيَّزْتُ الدُّنْيَا عَنِ الْآخِرَةِ ، فَأَصَبْتُهُ فِي حَرْفَيْنِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى { وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى } |
11526 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , حدثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زَكَرِيَّا , قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا تُرَابٍ الزَّاهِدُ ، يَقُولُ : قَالَ حَاتِمٌ الْأَصَمُّ : قَالَ شَقِيقٌ : لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَقَامَ مِائَتَيْ سَنَةٍ لَا يَعْرِفُ هَذِهِ الْأَرْبَعَةَ أَشْيَاءَ لَمْ يَنْجُ مِنَ النَّارِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ : أَحَدُهَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ وَالثَّانِي مَعْرِفَةُ نَفْسِهِ وَالثَّالِثُ مَعْرِفَةُ أَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ وَالرَّابِعُ مَعْرِفَةُ عَدُوِّ اللَّهِ وَعَدُوِّ نَفْسِهِ , وَتَفْسِيرُ مَعْرِفَةِ اللَّهِ أَنْ تَعْرِفَ بِقَلْبِكَ أَنَّهُ لَا يُعْطِي غَيْرُهُ وَلَا مَانِعَ غَيْرُهُ , وَلَا ضَارَّ غَيْرُهُ , وَلَا نَافِعَ غَيْرُهُ , وَأَمَّا مَعْرِفَةُ النَّفْسِ , أَنْ تَعْرِفَ نَفْسَكَ أَنَّكَ لَا تَنْفَعُ وَلَا تَضُرُّ وَلَا تَسْتَطِيعُ شَيْئًا مِنَ الْأَشْيَاءِ بِخِلَافِ النَّفْسِ وَخِلَافِ النَّفْسِ أَنْ تَكُونَ مُتَضَرِّعًا إِلَيْهِ وَأَمَّا مَعْرِفَةُ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَنَهْيِهِ , أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ أَمْرَ اللَّهِ عَلَيْكَ وَأَنَّ رِزْقَكَ عَلَى اللَّهِ وَأَنْ تَكُونَ وَاثِقًا بِالرِّزْقِ مُخْلِصًا فِي الْعَمَلِ . وَعَلَامَةُ الْإِخْلَاصِ , أَنْ لَا يَكُونَ فِيكَ خَصْلَتَانِ : الطَّمَعُ وَالْجَزَعُ . وَأَمَّا مَعْرِفَةُ عَدُوِّ اللَّهِ , أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ لَكَ عَدُوًّا لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْكَ شَيْئًا إِلَّا بِالْمُحَارَبَةِ , وَالْمُحَارَبَةُ فِي الْقَلْبِ أَنْ تَكُونَ مُحَارِبًا مُجَاهِدًا مُتْعِبًا لِلْعَدُوِّ |
11527 حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى بْنِ مَاهَانَ , حدثنا سَعِيدُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ الصُّوفِيُّ , حدثنا أَبِي قَالَ : سَمِعْتُ حَاتِمًا الْأَصَمَّ , يَقُولُ قَالَ شَقِيقٌ الْبَلْخِيُّ : مَنْ عَمِلَ بِثَلَاثِ خِصَالٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ : أَوَّلُهَا مَعْرِفَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَسَمْعِهِ وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقُ مِمَّا فِي يَدَيْهِ وَالثَّالِثُ يَرْضَى بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ وَهُوَ مُسْتَيْقِنٌ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى مُطَّلِعٌ عَلَيْهِ , وَلَا يُحَرِّكُ شَيْئًا مِنْ جَوَارِحِهِ إِلَّا بِإِقَامَةِ الْحُجَّةِ عِنْدَ اللَّهِ فَذَلِكَ حَقُّ الْمَعْرِفَةِ . وَتَفْسِيرُ الثِّقَةِ بِاللَّهِ أَنْ لَا تَسْعَى فِي طَمَعٍ وَلَا تَتَكَلَّمَ فِي طَمَعٍ وَلَا تَرْجُو دُونَ اللَّهِ سِوَاهُ وَلَا تَخَافُ دُونَ اللَّهِ سِوَاهُ وَلَا تَخْشَى مِنْ شَيْءٍ سِوَاهُ وَلَا يُحَرِّكُ مِنْ جَوَارِحِهِ شَيْئًا دُونَ اللَّهِ يَعْنِي فِي طَاعَتِهِ وَاجْتِنَابِ مَعْصِيَتِهِ قَالَ : وَتَفْسِيرُ الرِّضَا عَلَى أَرْبَعِ خِصَالٍ أَوَّلُهَا أَمْنٌ مِنَ الْفَقْرِ , وَالثَّانِي حُبُّ الْقِلَّةِ , وَالثَّالِثُ خَوْفُ الضَّمَانِ . قَالَ : وَتَفْسِيرُ الضَّمَانِ أَنْ لَا يَخَافُ إِذَا وَقَعَ فِي يَدَهِ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا أَنْ يُقِيمَ حُجَّتَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ فِي أَخْذِهِ وَإِعْطَائِهِ عَلَى أَيِّ الْوجُوهِ كَانَ |
11528 قَالَ شَقِيقٌ : التَّوَكُّلُ أَرْبَعَةٌ : تَوَكُّلٌ عَلَى الْمَالِ وَتَوَكُّلٌ عَلَى النَّفْسِ وَتَوَكُّلٌ عَلَى النَّاسِ وَتَوَكُّلٌ عَلَى اللَّهِ . قَالَ : وَتَفْسِيرُ التَّوَكُّلِ عَلَى الْمَالِ , أَنْ تَقُولَ : مَادَامَ هَذَا الْمَالُ فِي يَدِي فَلَا أَحْتَاجُ إِلَى أَحَدٍ فَذَلِكَ تَوَكُّلٌ عَلَى النَّاسِ وَمَنْ كَانَ عَلَى هَذَا فَهُوَ جَاهِلٌ كَائِنًا مَنْ كَانَ وَتَفْسِيرُ التَّوَكُّلِ عَلَى اللَّهِ أَنْ تَعْرِفَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَكَ وَهُوَ الَّذِي ضَمِنَ رِزْقَكَ وَتَكَفَّلَ بِرَزْقِكَ ولَمْ يَحْوَجْكَ إِلَى أَحَدٌ وَأَنْتَ تَقُولُ بِلِسَانِكَ وَالَّذِي يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِي فَهَذَا التَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى { وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } { وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } وَقَالَ : { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوكِّلِينَ } وَتَفْسِيرُ مَنْ لَمْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ يَصِيرُ خَارِجًا مِنَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ بِذَلِكَ مُؤْمِنًا فَهُوَ جَاهِلٌ كَائِنًا مَنْ كَانَ |
11529 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , حدثنا سَعِيدُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَلْخِيُّ , حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ , حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّيْثِ ، قَالَ : سَمِعْتُ حَامِدًا , يَقُولُ : سَمِعْتُ حَاتِمًا , يَقُولُ : سَمِعْتُ شَقِيقًا , يَقُولُ : مَيِّزْ بَيْنَ مَا تُعْطِي وَتُعْطَى إِنْ كَانَ مَنْ يُعْطِيكَ أَحَبَّ إِلَيْكَ فَأَنْتَ مُحِبٌّ لِلدُّنْيَا . وَإِنْ كَانَ مَنْ تُعْطِيهِ أَحَبُّ إِلَيْكَ فَأَنْتَ مُحِبٌّ لِلْآخِرَةِ |
11530 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ , وَحَدَّثَنِي عَنْهُ أَوَّلًا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ : حدثنا عَبَّاسُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّاشِيُّ , حدثنا أَبُو عَقِيلٍ الرُّصَافِيُّ , حدثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ : سَمِعْتُ شَقِيقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ يَقُولُ : ثَلَاثُ خِصَالٍ هِيَ تَاجُ الزَّاهِدِ : الْأُولَى أَنْ يَمِيلَ عَلَى الْهَوَى وَلَا يَمِيلُ مَعَ الْهَوَى , وَالثَّانِيَةُ يَنْقَطِعُ الزَّاهِدُ إِلَى الزُّهْدِ بِقَلْبِهِ , وَالثَّالِثَةُ أَنْ يَذْكُرَ كُلَّمَا خَلَا بِنَفْسِهِ كَيْفَ مُدْخَلُهُ فِي قَبْرِهِ وَكَيْفَ مَخْرَجُهُ وَيذْكَرُ الْجُوعَ وَالْعَطَشَ وَالْعُرَى وَطُولَ الْقِيَامَةِ , وَالْحِسَابَ وَالصِّرَاطَ وَطُولَ الْحِسَابِ وَالْفَضِيحَةِ الْبَادِيَةِ فَإِذَا ذَكَرَ ذَلِكَ شَغَلَهُ عَنْ ذِكْرِ دَارِ الْغُرُورِ فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ كَانَ مِنْ مُحَبِّي الزُّهَّادِ وَمَنْ أَحَبَّهُمْ كَانَ مَعَهُمْ |