غَزْوَةُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَيْبَرَ
1765 أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم صَلَّى الصُّبْحَ بِغَلَسٍ ، وَهُوَ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ ثُمَّ أَغَارَ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ فَخَرَجُوا يَسْعَوْنَ فِي السِّكَكِ وَيَقُولُونَ : مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ ، قَالَ : فَقَتَلَ الْمُقَاتِلَةَ ، وَسَبَى الذُّرِّيَّةَ.
1760 أَخْبَرَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا هِشَامٌ الدَّسْتُوَائِيُّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم إِلَى خَيْبَرَ لِثَمَانِي عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ فَصَامَ طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ وَأَفْطَرَ آخَرُونَ ، فَلَمْ يَعِبْ عَلَى الصَّائِمِ صَوْمَهُ وَلاَ عَلَى الْمُفْطِرِ فِطْرَهُ.
1761 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : انْتَهَيْنَا إِلَى خَيْبَرَ لَيْلاَّ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا وَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْغَدَاةَ رَكِبَ وَرَكِبَ الْمُسْلِمُونَ مَعَهُ فَخَرَجَ وَخَرَجَ أَهْلُ خَيْبَرَ حِينَ أَصْبَحُوا بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ كَمَا كَانُوا فِي أَرَضِيهِمْ فَلَمَّا رَأَوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالُوا : مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ ، مُحَمَّدٌ وَالْجَيْشُ ، ثُمَّ رَجَعُوا هِرَابَا إِلَى مَدِينَتِهِمْ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اللَّهُ أَكْبَرُ ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ قَالَ أَنَسٌ : وَأَنَا رَدِيفُ أَبِي طَلْحَةَ ، وَإِنَّ قَدَمَيَّ لَتَمَسُّ قَدَمَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم.
1769 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، أَخْبَرَنِي إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبِي قَالَ : بَارَزَ عَمِّي يَوْمَ خَيْبَرَ مَرْحَبَ الْيَهُودِيَّ فَقَالَ مَرْحَبٌ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ ... شَاكِي السِّلاَحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَقَالَ عَمِّي عَامِرٌ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي عَامِرُ ... شَاكُ السِّلاَحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ ، فَرَجَعَ السَّيْفُ عَلَى سَاقِهِ فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ . قَالَ سَلَمَةُ بْنُ الأَكْوَعِ : فَلَقِيتُ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَقَالُوا : بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ ، قَتَلَ نَفْسَهُ قَالَ سَلَمَةُ : فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَبْكِي فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَبْطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ ؟ قَالَ : وَمَنْ قَالَ ذَاكَ ؟ قُلْتُ : أُنَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَاكَ ، بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ إِنَّهُ حِينَ خَرَجَ إِلَى خَيْبَرَ جَعَلَ يَرْجُزُ بِأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَفِيهِمُ النَّبِيُّ يَسُوقُ الرِّكَابَ ، وَهُوَ يَقُولُ : تَاللَّهِ لَوْلاَ اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا ... وَمَا تَصَدَّقْنَا وَمَا صَلَّيْنَا إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَيْنَا ... إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا وَنَحْنُ عَنْ فَضْلِكَ مَا اسْتَغْنَيْنَا ... فَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا وَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : عَامِرٌ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : غَفَرَ لَكَ رَبُّكَ قَالَ : وَمَا اسْتَغْفَرَ لإِنْسَانٍ قَطُّ يَخُصُّهُ إِلاَّ اسْتُشْهِدَ . فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، لَوْ مَا مَتَّعْتَنَا بِعَامِرٍ ، فَتَقَدَّمَ فَاسْتُشْهِدَ. قَالَ سَلَمَةُ : ثُمَّ إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَرْسَلَنِي إِلَى عَلِيٍّ فَقَالَ : لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ الْيَوْمَ رَجُلاَّ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ قَالَ : فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ أَرْمَدَ ، فَبَصَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فِي عَيْنَيْهِ ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ ، فَخَرَجَ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ ، فَقَالَ : قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِي مَرْحَبُ ... شَاكُ السِّلاَحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ فَقَالَ عَلِيٌّ ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَبَرَكَاتُهُ : أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ ... كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ أَكِيلُهُمْ بِالصَّاعِ كَيْلَ السََّنْدَرَهْ فَفَلَقَ رَأْسَ مَرْحَبٍ بِالسَّيْفِ وَكَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ.
1771 أَخْبَرَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ ، أَخْبَرَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيْبَرَ أَصَابَ النَّاسَ مَجَاعَةٌ ، فَأَخَذُوا الْحُمُرَ الإِنْسِيَّةَ فَذَبَحُوهَا وَمَلَؤُوا مِنْهَا الْقُدُورَ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ نَبِيَّ اللهِ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، قَالَ جَابِرٌ : فَأَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، فَكَفَأْنَا الْقُدُورَ وَهِيَ تَغْلِي ، فَحَرَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الْحُمُرَ الإِنْسِيَّةَ ، وَلُحُومَ الْبِغَالِ ، وَكُلَّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ ، وَكُلَّ ذِي مِخْلَبٍ مِنَ الطَّيْرِ ، وَحَرَّمَ الْمُجَثَّمَةَ وَالْخُلْسَةَ وَالنُّهْبَةَ.
1766 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : وَأَظُنُّهُ عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَتَى رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَهْلَ خَيْبَرَ عِنْدَ الْفَجْرِ فَقَاتَلَهُمْ حَتَّى أَلْجَأَهُمْ إِلَى قَصْرِهِمْ وَغَلَبَهُمْ عَلَى الأَرْضِ وَالنَّخْلِ فَصَالَحَهُمْ عَلَى أَنْ يَحْقُنَ دِمَاءَهُمْ وَلَهُمْ مَا حَمَلَتْ رِكَابُهُمْ وَلِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الصَّفْرَاءُ وَالْبَيْضَاءُ وَالْحَلْقَةُ ، وَهُوَ السِّلاَحُ ، وَيُخْرِجُهُمْ ، وَشَرَطُوا لِلنَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أَنْ لاَ يَكْتُمُوهُ شَيْئًا فَإِنْ فَعَلُوا فَلاَ ذِمَّةَ لَهُمْ وَلاَ عَهْدَ ، فَلَمَّا وَجَدَ الْمَالَ الَّذِي غَيَّبُوهُ فِي مَسْكِ الْجَمَلِ سَبَى نِسَاءَهُمْ وَغَلَبَ عَلَى الأَرْضِ وَالنَّخْلِ وَدَفَعَهَا إِلَيْهِمْ عَلَى الشَّطْرِ ، فَكَانَ ابْنُ رَوَاحَةَ يَخْرُصُهَا عَلَيْهِمْ وَيُضَمِّنَهُمُ الشَّطْرَ.
1772 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ ، وَأَذِنَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ.
1773 أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ ، أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ ، أَخْبَرَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، قَالَ : أَتَى آتٍ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَوْمَ خَيْبَرَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَكَلْتُ الْحُمُرَ ، ثُمَّ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَفَنِيَتِ الْحُمُرُ فَأَمَرَ أَبَا طَلْحَةَ فَنَادَى : إِنَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يَنْهَيَانِكُمْ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ ، فَإِنَّهَا رِجْسٌ ، فَأُكْفِئَتِ الْقُدُورُ.
1785 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : وَقَعَتْ صَفِيَّةُ فِي سَهْمِ دِحْيَةَ وَكَانَتْ جَارِيَةٌ جَمِيلَةٌ فَاشْتَرَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِسَبْعَةِ أَرْؤُسٍ وَدَفَعَهَا إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ تُّصَنِّعُهَا وَتُهَيِّئُهَا ، وَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم وَلِيمَتَهَا التَّمْرَ وَالأَقِطَ وَالسَّمْنَ قَالَ : فَفُحِصَتِ الأَرْضُ أَفَاحِيصَ وَجِيءَ بِالأَنْطَاعِ فَوُضِعَتْ فِيهَا ثُمَّ جِيءَ بِالأَقِطِ وَالسَّمْنِ وَالتَّمْرِ فَشَبِعَ النَّاسُ ، قَالَ : وَقَالَ النَّاسُ : مَا نَدْرِي أَتَزَوَّجَهَا أَمِ اتَّخَذَهَا أُمَّ وَلَدٍ ؟ قَالَ : فَقَالُوا : إِنْ حَجَبَهَا فَهِيَ امْرَأَتُهُ وَإِنْ لَمْ يَحْجُبْهَا فَهِيَ أُمُّ وَلَدٍ ، قَالَ : فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَرْكَبَ حَجَبَهَا حَتَّى قَعَدَتْ عَلَى عَجَزِ الْبَعِيرِ قَالَ : فَعَرَفُوا أَنَّهُ قَدْ تَزَوَّجَهَا.