مَنْ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ
1647 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُوسَى السِّينَانِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعْدِ بْنِ الْمُنْذِرِ ، عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم خَرَجَ يَوْمَ أُحُدٍ حَتَّى إِذَا جَاوَزَ حدثنيَّةَ الْوَدَاعِ إِذَا هُوَ بِكَتِيبَةٍ خَشْنَاءَ فَقَالَ : مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قَالُوا : هَذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ بْنُ سَلُولَ فِي سِتِّمِائَةٍ مِنْ مَوَالِيهِ مِنَ الْيَهُودِ مِنْ أَهْلِ قَيْنُقَاعَ ، وَهُمْ رَهْطُ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَّمٍ ، قَالَ : وَقَدْ أَسْلَمُوا ؟ قَالُوا : لاَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : قُولُوا لَهُمْ فَلْيَرْجِعُوا ، فَإِنَّا لاَ نَسْتَعِينُ بِالْمُشْرِكِينَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ.
1639 أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ : رَأَيْتُ كَأَنِّيَ فِي دِرْعٍ حَصِينَةٍ وَرَأَيْتُ بَقَرًا مُنَحَّرَةً فَأَوَّلْتُ أَنَّ الدِّرْعَ الْمَدِينَةُ وَالْبَقَرَ نَفَرٌ ، فَإِنْ شِئْتُمْ أَقَمْنَا بِالْمَدِينَةِ فَإِنْ دَخَلُوا عَلَيْنَا قَاتَلْنَاهُمْ فِيهَا . فَقَالُوا : وَاللَّهِ مَا دَخَلَتْ عَلَيْنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَتَدْخُلُ عَلَيْنَا فِي الإِسْلاَمِ قَالَ : فَشَأْنُكُمْ إِذًا ، فَذَهَبُوا فَلَبِسَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم لأْمَتَهُ . فَقَالُوا : مَا صَنَعْنَا ؟ رَدَدْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم رَأْيَهُ . فَجَاءُوا فَقَالُوا : شَأْنُكَ يَا رَسُولَ اللهِ فَقَالَ : الآنَ ، لَيْسَ لِنَبِيٍّ إِذَا لَبِسَ لأْمَتَهُ أَنْ يَضَعُهَا حَتَّى يُقَاتِلَ.
{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} .
1637 أَخْبَرَنَا هُشَيْمُ بْنُ بَشِيرٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم كُسِرَتْ رَبَاعِيَّتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ وَشُجَّ فِي جَبْهَتِهِ حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ وَرِضْوَانُهُ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ ، فَقَالَ : كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ ، وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ ؟ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ :
1638 أَخْبَرَنَا أَبُو أُسَامَةَ حَمَّادُ بْنُ أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ ، قَالَتْ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ فَصَاحَ إِبْلِيسُ : أَيْ عِبَادَ اللهِ أُخْرَاكُمْ . قَالَ : فَرَجَعَتْ أُولاَهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ فَنَظَرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ فَقَالَ : عِبَادَ اللهِ ، أَبِي أَبِي ، قَالَتْ : وَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : غَفَرَ اللَّهُ لَكُمْ . قَالَ عُرْوَةُ : فَوَاللَّهِ مَا زَالَ فِي حُذَيْفَةُ مِنْهُ بَقِيَّةُ خَيْرٍ حَتَّى لَحِقَ بِاللَّهِ.
1631 وَقُتِلَ يَوْمَئِذٍ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، رَحِمَهُ اللَّهُ ، قَتَلَهُ وَحْشِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ جَحْشٍ قَتَلَهُ أَبُو الْحَكَمِ بْنُ الأَخْنَسِ بْنِ شَرِيقٍ ، وَمُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ قَتَلَهُ ابْنُ قَمِيئَةَ ، وَشَمَّاسُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ الشَّرِيدِ الْمَخْزُومِيُّ قَتَلَهُ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ الْجُمَحِيُّ ، وَعَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنَ ابْنَا الْهُبَيْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ لَيْثٍ ، وَوَهْبُ بْنُ قَابُوسَ الْمُزَنِيُّ وَابْنُ أَخِيهِ الْحَارِثُ بْنُ عُقْبَةَ بْنِ قَابُوسَ.
{ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} .
1642 أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الْبَلْخِيُّ ، أَخْبَرَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ الْجُمَحِيَّ أُسِرَ يَوْمَ بَدْرٍ ، فَلَمَّا افْتُدِيَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : إِنَّ عِنْدِي فَرَسًا أَعْلِفُهَا كُلَّ يَوْمٍ فَرَقَ ذُرَةٍ لَعَلِّي أَقْتُلَكَ عَلَيْهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ عَلَيْهَا إِنْ شَاءَ اللَّهُ . فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ أَقْبَلَ أُبَيُّ بْنُ خَلَفٍ يَرْكُضُ فَرَسَهُ تِلْكَ حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم فَاعْتَرَضَ رِجَالٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَهُ لِيَقْتُلُوهُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : اسْتَأْخِرُوا اسْتَأْخِرُوا ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم بِحَرْبَةٍ فِي يَدِهِ فَرَمَى بِهَا أُبَيَّ بْنَ خَلَفٍ فَكَسَرَتِ الْحَرْبَةُ ضِلْعًا مِنْ أَضْلاَعِهِ ، فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ ثَقِيلاَّ فَاحْتَمَلُوهُ حَتَّى وَلَّوْا بِهِ وَطَفِقُوا يَقُولُونَ لَهُ : لاَ بَأْسَ بِكَ ، فَقَالَ لَهُمْ أُبَيُّ : أَلَمْ يَقُلْ لِي : بَلْ أَنَا أَقْتُلُكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ، فَانْطَلَقَ بِهِ أَصْحَابُهُ فَمَاتَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ فَدَفَنُوهُ . قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ : وَفِيهِ أَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :
{ لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} .
1640 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، أَنَّ رَبَاعِيَةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم أُصِيبَتْ يَوْمَ أُحُدٍ أَصَابَهَا عُتْبَةُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ وَشَجَّهُ فِي جَبْهَتِهِ فَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَغْسِلُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم الدَّمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يَقُولُ : كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ صَنَعُوا هَذَا بِنَبِيِّهِمْ ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى :