ذِكْرُ مَنْ وَلَدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم مِنَ الأَنْبِيَاءِ
55 أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ السَّكَنِ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم : يَدْخُلُ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ ، جُرْدًا ، مُرْدًا جِعَادًا ، مُكَحَّلِينَ ، أَبْنَاءَ ثَلاَثٍ وَثَلاَثِينَ ، عَلَى خَلْقِ آدم سِتِّينَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِ أَذْرُعٍ.
60 أَخْبَرَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ الْحَوْضِيُّ ، أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الرَّبِيعِ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيٍّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ؛ أَنَّ آدَمَ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ قَالَ لِبَنِيهِ : يَا بَنِيَّ ، اطْلُبُوا لِي مِنْ ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ ، فَإِنِّي قَدِ اشْتَهَيْتُهَا ، فَذَهَبَ بَنُوهُ ، وَذَاكَ فِي مَرَضِهِ ، يَطْلُبُونَ لَهُ مِنْ ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ ، فَإِذَا هُمْ بِمَلاَئِكَةِ اللهِ ، قَالُوا لَهُمْ : يَا بَنِي آدَمَ مَا تَطْلُبُونَ ؟ قَالُوا : إِنَّ أَبَانَا اشْتَاقَ إِلَى ثَمَرَةِ الْجَنَّةِ ، فَنَحْنُ نَطْلُبُهَا ، قَالُوا : ارْجِعُوا فَقَدْ قُضِيَ الأَمْرُ ، فَإِذَا أَبُوهُمْ قَدْ قُبِضَ . فَأَخَذْتِ الْمَلاَئِكَةُ آدَمَ ، فَغَسَّلُوهُ ، وَحَنَّطُوهُ ، وَكَفَّنُوهُ ، وَحَفَرُوا لَهُ قَبْرًا ، وَجَعَلُوا لَهُ لَحْدًا ، ثُمَّ إِنَّ مَلَكًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ تَقَدَّمَ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ وَخَلْفَهُ الْمَلاَئِكَةُ ، وَبَنُو آدَمَ خَلْفَهُمْ ، ثُمَّ وَضَعُوهُ فِي حُفْرَتِهِ ، وَسَوَّوْا عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ هَذَا سَبِيلُكُمْ وَهَذِهِ سُنَّتُكُمْ.
61 أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ حَسَنٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا عُتَيٌّ السَّعْدِيُّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : لَمَّا احْتُضِرَ آدَمُ قَالَ لِبَنِيهِ : انْطَلِقُوا ، فَاجْتَنُوا لِي مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ . فَخَرَجَ بَنُوهُ ، فَاسْتَقْبَلَتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ ، فَقَالُوا : أَيْنَ تُرِيدُونَ ؟ قَالُوا : بَعَثَنَا أَبُونَا لِنَجْتَنِيَ لَهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ . قَالُوا : ارْجِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ ، فَرَجَعُوا مَعَهُمْ حَتَّى دَخَلُوا عَلَى آدَمَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُمْ حَوَّاءُ ذُعِرَتْ ، فَجَعَلَتْ تَدْنُو إِلَى آدَمَ فَتَلْزِقُ بِهِ ، فَقَالَ لَهَا آدَمُ : إِلَيْكِ عَنِّي ، فَمِنْ قِبَلِكِ أُتِيتُ ، خَلِّي بَيْنِي وَبَيْنَ مَلاَئِكَةِ رَبِّي . فَقَبَضُوا رُوحَهُ ، ثُمَّ غَسَّلُوهُ وَكَفَّنُوهُ وَحَنَّطُوهُ ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيْهِ ، وَحَفَرُوا لَهُ ، ثُمَّ دَفَنُوهُ ، فَقَالُوا : يَا بَنِي آدَمَ ، هَذِهِ سُنَّتُكُمْ فِي مَوْتَاكُمْ.
62 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشِ بْنِ عَجْلاَنَ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، يَقُولُ : إِنَّ آدَمَ خُلِقَ مِنْ ثَلاَثِ تُرُبَاتٍ ؛ سَوْدَاءَ ، وَبَيْضَاءَ ، وَخَضْرَاءَ.
63 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، قَالَ : خَرَجْتُ خَرْجَةً لِي ، فَجِئْتُ وَهُمْ يَقُولُونَ : قَالَ الْحَسَنُ : فَلَقِيتُهُ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا سَعِيدٍ ، آدَمُ لِلسَّمَاءِ خُلِقَ ، أَمْ لِلأَرْضِ ؟ فَقَالَ : مَا هَذَا يَا أَبَا مُنَازِلٍ ؟ لِلأَرْضِ خُلِقَ ، قُلْتُ : أَرَأَيْتَ لَوِ اعْتَصَمَ ، فَلَمْ يَأْكُلْ مِنَ الشَّجَرَةِ ؟ قَالَ : لِلأَرْضِ خُلِقَ ، فَلَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا.
65 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ ، وَزِيَادٍ مَوْلَى مُصْعَبٍ ، قَالاَ : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم عَنْ آدَمَ : أَنَبِيًّا كَانَ ، أَوْ مَلَكًا ؟ قَالَ : بَلْ نَبِيٌّ مُكَلَّمٌ.
66 أَخْبَرَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ عُلَيِّ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم ، أَنَّهُ قَالَ : النَّاسُ لآدَمَ وَحَوَّاءَ كَطَفِّ الصَّاعِ لَنْ يَمْلَؤُوهُ ، إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْأَلُكُمْ عَنْ أَحْسَابِكُمْ وَلاَ أَنْسَابِكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، أَكْرَمُكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ.