مقتل عبد الله بن الزبير قالوا لما قَتَل عبد الملك بن مروان مصعب بن الزبير
(ح) قال : وحدثنا نافع بن ثابت ، عن نافع مولى بني أسد ، قالا : لما كان يوم الثلاثاء أخذ الحجاج بالأبواب على ابن الزبير ، وبات ابن الزبير يصلى عامّة (الليل) في المسجد الحرام ، ثم احتبى بحمائل سيفه ، فأغفى ثم انتبه بالفجر ، فقال : أذِّنْ يا سعد ، فأذن عند المقام ، وتوضأ ابن الزبير ، وركع ركعتي الفجر ، ثم أقام المؤذن ، وتقدم فصلى بأصحابه فقرأ : { ن وَالْقَلَمِ} حرفًا حرفًا ، ثم سلم ، فقام فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : اكشفوا وجوهكم حتى أنظر ، وعليهم المغافر والعمائم ، فكشفوا وجوههم ، فقال : يا آل الزبير : لو طِبْتم لي نفسًا عن أنفسكم ، كنا أهل بيت من العرب اصْطُلِمْنا لم تُضِبْنَا زَبّاء بتة ، أما بعد : يا آل الزبير ، فلا يَروعَنّكم وقع السيوف ، فإني لم أحضر موطنًا قط إلا ارتِثثْتُ فيه بين القتلى ، ولما أجدُ من دواء جراحها أشدّ مما أجد من أَلَمِ وقْعِها ،صونوا سيوفكم كما تصونوا وجوهكم ، لا أعلمن امرأً كسر سيفه واستبقى نفسه ، فإن الرجل إذا ذهب سلاحه فهو كالمرأة أعزل ، غُضّوا أبصاركم عن البارقة ، وليَشْغَلْ كل امرئ منكم قِرْنَه ، ولا يُلهيّنّكم السؤال عني ، ولا تقولون : أين عبد الله بن الزبير ؟ ألا ومن كان سائلاَّ فإني في الرعيل الأول. أبى لابن سلمى أنه غير خالدٍ ... مُلاقي المنايا أَيَّ صرفٍ تيمّمَا فلست بمبتاع الحياة بِسُبَّةٍ ... ولا مُرْتَقٍ من رهبة الموت سُلّمَاً والشعر لحصين بن الحُمَام المُرّي ، احملوا على بركة الله ، ثم حمل حتى بلغ بهم الحَجُون ، ورُمي بآجُرّة فأصابته في وجهه فأرعِش لها ودَمِى وجهه ، فلما وجد سخونة الدم يسيل على وجهه ولحيته قال : لسنا على الأعقاب تدمي كُلومنا ولكن على أقدامنا تقطر الدما وتغاووا عليه ، وصاحت مولاة لنا مجنونة واأمير المؤمنيناه ، وقد رأته حيث هوى ، فأشارت لهم إليه ، فقتل وإن عليه ثياب خَزّ ، وجاء الخبر الحجاج ، فسجد وسار حتى وقف عليه هو وطارق بن عمرو ، وقال طارق : ما ولدت النساء أذكر من هذا ، فقال الحجاج : تمدح من خالف أمير المؤمنين ؟ قال طارق : نعم هو أعْذَرُ لنا ، ولولا هذا ما كان لنا عذر ، إنّا محاصروه وهو في غير خندق ولا حصن ولا منعة منذ سبعة أشهر ينتصف منا ، بل يفضل علينا في كل ما التقينا نحن وهو ، فبلغ كلامهما عبد الملك بن مروان فصوّب طارقاً.
7262 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي الزناد ، وعبد الله بن مصعب ، عن أبي المنذر هشام بن عروة
7260 قال : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا رياح بن مسلم ، عن أبيه ، قال : سمعت ابن الزبير يوم الثلاثاء ، وهو يحمل على أهل حمص ، وهم كانوا أشَدّ الأجناد ، فأخرجهم من المسجد , ولقد رأيتهم وحضهم رجل منهم فأقبلوا جميعا , قد شرعوا الرماح ، فأقبل إليهم ابن الزبير وهو يرتجز : لو كان قِرْني واحدًا كَفَيْتُهْ ثم حملوا عليهم فانْفَضُّوا أوْزَاعاً