الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ كَانَ سَيِّدَ دَوْسٍ ، مُطَاعًا فِيهِمْ ، شَاعِرًا لَبِيبًا ، قَدِمَ مَكَّةَ أَوَّلَ الدَّعْوَةِ فَحَذَّرَتْهُ قُرَيْشٌ عَنِ الِاسْتِمَاعِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْإِصْغَاءِ إِلَى كَلَامِهِ ، فَسَدَّ أُذُنَهُ بِالْكُرْسُفِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَقَعَ كَلَامُهُ فِي مَسَامِعِهِ فَأَبَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا أَنْ يَهْدِيَهُ فَهَدَاهُ فَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ ، وَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ وَزَوْجَتُهُ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَّةَ فَشَكَى دَوْسًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَا لَهُمْ بِالْهُدَى فَاهْتَدَوْا وَقَدِمُوا مَعَهُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ عَامَ خَيْبَرَ فَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ ، صَنَمٍ لِعَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ ، بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ ، فَأَحْرَقَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَوْطَنَ الْمَدِينَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَارَ إِلَى الْيَمَامَةِ ، فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ مَعَ الْقُرَّاءِ ، وَقِيلَ : اسْتُشْهِدَ بِالْيَرْمُوكِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ ، وَالصَّحِيحُ : أَنَّهُ قُتِلَ بِالْيَمَامَةِ وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ بِالْيَرْمُوكِ رَوَى عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَجَابِرٌ

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ كَانَ سَيِّدَ دَوْسٍ ، مُطَاعًا فِيهِمْ ، شَاعِرًا لَبِيبًا ، قَدِمَ مَكَّةَ أَوَّلَ الدَّعْوَةِ فَحَذَّرَتْهُ قُرَيْشٌ عَنِ الِاسْتِمَاعِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْإِصْغَاءِ إِلَى كَلَامِهِ ، فَسَدَّ أُذُنَهُ بِالْكُرْسُفِ خَوْفًا مِنْ أَنْ يَقَعَ كَلَامُهُ فِي مَسَامِعِهِ فَأَبَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَّا أَنْ يَهْدِيَهُ فَهَدَاهُ فَأَسْلَمَ بِمَكَّةَ ، وَبَايَعَهُ عَلَى الْإِسْلَامِ ، وَرَجَعَ إِلَى قَوْمِهِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَأَسْلَمَ أَبُوهُ وَزَوْجَتُهُ ، ثُمَّ عَادَ إِلَى مَكَّةَ فَشَكَى دَوْسًا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَا لَهُمْ بِالْهُدَى فَاهْتَدَوْا وَقَدِمُوا مَعَهُ الْمَدِينَةَ بَعْدَ الْخَنْدَقِ عَامَ خَيْبَرَ فَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ ، صَنَمٍ لِعَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ ، بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ ، فَأَحْرَقَهُ ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَوْطَنَ الْمَدِينَةَ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَسَارَ إِلَى الْيَمَامَةِ ، فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ مَعَ الْقُرَّاءِ ، وَقِيلَ : اسْتُشْهِدَ بِالْيَرْمُوكِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ ، وَالصَّحِيحُ : أَنَّهُ قُتِلَ بِالْيَمَامَةِ وَابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ بِالْيَرْمُوكِ رَوَى عَنْهُ أَبُو هُرَيْرَةَ ، وَجَابِرٌ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

3499 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، قال حدثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، قال حدثنا الْحُمَيْدِيُّ ، قال حدثنا سُفْيَانُ ، قال حدثنا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : إِنَّ دَوْسًا قَدْ عَصَتْ وَأَبَتْ ، فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا ، فَاسْتَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَةَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ فَقَالَ النَّاسُ : هَلَكَتْ دَوْسٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَائْتِ بِهِمْ مَرَّتَيْنِ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ ، وَالْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَأَبُو أُوَيْسٍ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، وَعُشَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ ، وَنَافِعُ بْنُ أَبِي نُعَيْمٍ ، وَوَرْقَاءُ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ فِي آخَرِينَ ، عَنْ أَبِي الزِّنَادِ نَحْوَهُ ، وَرَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ وَجَمَاعَةٌ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،  

: : هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،   

3500 حَدَّثَنَا حَبِيبُ بْنُ الْحَسَنِ ، قال حدثنا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، قال حدثنا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوبَ ، قال حدثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، فِي قِصَّةِ الطُّفَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الدَّوْسِيِّ قَالَ : كَانَ الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو يُحَدِّثُ أَنَّهُ قَدِمَ مَكَّةَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَا فَمَشَى إِلَيْهِ رِجَالٌ مِنْ قُرَيْشٍ ، وَكَانَ الطُّفَيْلُ سَرِيعًا شَاعِرًا لَبِيبًا فَقَالَ لَهُ : يَا طُفَيْلُ إِنَّكَ قَدِمْتَ بِلَادَنَا وَهَذَا الرَّجُلُ بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، قَدْ عَضَلَ بِنَا وَفَرَّقَ جَمَاعَتَنَا ، وَإِنَّمَا قَوْلُهُ كَالسِّحْرِ يُفَرَّقُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَبِيهِ وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ أَخِيهِ ، وَبَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ زَوْجَتِهِ ، وَأَنَا أَخْشَى عَلَيْكَ وَعَلَى قَوْمِكَ ، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْكَ فَلَا تُكَلِّمْهُ وَلَا تَسْمَعْ مِنْهُ قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا زَالُوا بِي حَتَّى أَجْمَعْتُ أَنْ لَا أَسْمَعَ مِنْهُ شَيْئًا وَلَا أُكَلِّمَهُ حَتَّى حَشَوْتُ أُذُنِي حِينَ غَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ كُرْسُفًا فَرَقًا مِنْ أَنْ يَبْلُغَنِي مِنْ قَوْلِهِ ، وَأَنَا لَا أُرِيدُ أَنْ أَسْمَعَهُ ، قَالَ : فَغَدَوْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي عِنْدَ الْكَعْبَةِ قَالَ : فَقُمْتُ مِنْهُ قَرِيبًا ، فَأَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُسْمِعَنِي بَعْضَ قَوْلِهِ قَالَ : سَمِعْتُ كَلَامًا حَسَنًا قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : وَاثُكْلَ أُمِّي ، وَاللَّهِ إِنِّي لَرَجُلٌ لَبِيبٌ شَاعِرٌ ، مَا يَخْفَى الْحَسَنُ وَالْقَبِيحُ ، فَمَا يَمْنَعُنِي مِنْ أَنْ أَسْمَعَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ مَا يَقُولُ ؟ إِذَا كَانَ الَّذِي يَأْتِي بِهِ حَسَنًا قِبْلَتُهُ ، وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا تَرَكْتُهُ ، قَالَ : فَمَكَثْتُ حَتَّى انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى بَيْتِهِ فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّى إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ : يَا مُحَمَّدُ إِنَّ قَوْمَكَ قَالُوا لِي كَذَا وَكَذَا الَّذِي قَالُوا ، فَوَاللَّهِ مَا بَرِحُوا يُخَوِّفُونِي أَمْرَكَ حَتَّى سَدَدْتُ أُذُنِي بِكُرْسُفٍ لِأَنْ لَا أَسْمَعَ قَوْلَكَ ، ثُمَّ أَبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُسْمِعَنِيهِ ، فَسَمِعْتُ قَوْلًا حَسَنًا فَاعْرِضْ عَلَيَّ أَمْرَكَ ، قَالَ : فَعَرَضَ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ ، وَتَلَا عَلَيَّ الْقُرْآنَ ، قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ قَوْلًا قَطُّ أَحْسَنَ ، وَلَا أَمْرًا أَعْدَلَ مِنْهُ قَالَ : فَأَسْلَمْتُ وَشَهِدْتُ شَهَادَةَ الْحَقِّ ، وَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنِّي امْرِؤٌ مُطَاعٌ فِي قَوْمِي ، وَأَنَا رَاجِعٌ إِلَيْهِمْ وَدَاعِيهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَ لِي آيَةً تَكُونُ لِي عَلَيْهِمْ عَوْنًا فِيمَا أَدْعُوَهُمْ إِلَيْهِ فَقَالَ : قَالَ : اللَّهُمَّ اجْعَلْ لَهُ آيَةً ، قَالَ : فَخَرَجْتُ إِلَى قَوْمِي حَتَّى إِذَا كُنْتُ بِثَنِيَّةٍ تُطْلِعُنِي عَلَى الْحَاضِرِ ، وَقَعَ نُورٌ بَيْنَ عَيْنِيَّ مِثْلُ الصَّبَّاحِ ، قَالَ : فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ فِي غَيْرِ وَجْهِي ، فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَظُنُّوا أَنَّهَا مُثْلَةٌ وَقَعَتْ فِي وَجْهِي لِفِرَاقِ دِينِهِمْ قَالَ : فَتَحَوَّلَ فَوَقَعَ فِي رَأْسِ سَوْطِي فَجَعَلَ الْحَاضِرُ يَقُولُ : وَمِنْ ذَلِكَ النُّورِ فِي سَوْطِي كَالْقِنْدِيلِ الْمُعَلَّقِ ، وَأَنَا أَهْبِطُ إِلَيْهِمْ مِنَ الثَّنِيَّةِ ، قَالَ : حَتَّى جِئْتُهُمْ فَأَصْبَحْتُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا نَزَلْتُ أَتَانِي أَبِي وَكَانَ شَيْخًا كَبِيرًا قَالَ : فَقُلْتُ : إِلَيْكَ عَنِّي يَا أَبَهْ فَلَسْتُ مِنْكَ ، وَلَسْتَ مِنِّي ، قَالَ : وَلِمَ يَا بُنَيَّ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَسْلَمْتُ ، وَتَابَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبِي : يَا بُنَيَّ فَدِينِي دِينُكَ ، فَاغْتَسَلَ فَطَهَّرَ ثِيَابَهُ ، ثُمَّ جَاءَ فَعَرَضْتُ عَلَيْهِ الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمَ قَالَ : ثُمَّ أَتَتْنِي صَاحِبَتِي ، فَقُلْتُ لَهَا : إِلَيْكِ عَنِّي ، فَلَسْتُ مِنْكِ وَلَسْتِ مِنِّي ، قَالَتْ : لِمَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ؟ قَالَ : قُلْتُ : فَرَّقَ بَيْنِي وَبَيْنَكِ الْإِسْلَامُ ، أَسْلَمْتُ وَتَابَعْتُ دِينَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : فَدِينِي دِينُكَ قَالَ : قُلْتُ : فَاذْهَبِي إِلَى حِمَى ذِي الشَّرَى فَتَطَهَّرِي مِنْهُ ، وَكَانَ ذُو الشَّرَى صَنَمًا لِدَوْسٍ وَكَانَ الْحِمَى حِمًى لَهُ حَمَوْهُ ، بِهِ وَشَلٌ مِنْ مَاءٍ يَهْبِطُ مِنَ الْجَبَلِ قَالَ : قَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي أَتَخْشَى عَلَيَّ الْفِتْنَةَ مِنْ ذِي الشَّرَى شَيْئًا ؟ قَالَ : قُلْتُ : لَا أَنَا ضَامِنٌ كَذَلِكَ قَالَ : فَذَهَبَتْ فَاغْتَسَلَتْ ، فَجَاءَتْ فَعَرَضْتُ عَلَيْهَا الْإِسْلَامَ فَأَسْلَمْتُ ثُمَّ دَعَوْتُ دَوْسًا إِلَى الْإِسْلَامِ فَتَبَطَّئُوا ، ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ، فَقُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ : إِنَّهُ قَدْ غَلَبَنِي عَلَى دَوْسٍ الدَّيْرُ ، فَادْعُ اللَّهُمَّ عَلَيْهِمْ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا ، ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَادْعُهُمْ ، وَارْفُقْ بِهِمْ ، قَالَ : فَرَجَعْتُ فَلَمْ أَزَلْ بِأَرْضِ دَوْسٍ أَدْعُوهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ حَتَّى هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَقَضَى بَدْرًا وَأُحُدًا وَالْخَنْدَقَ ، ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْ أَسْلَمَ مَعِي مِنْ قَوْمِي وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ حَتَّى نَزَلْتُ الْمَدِينَةَ بِسَبْعِينَ أَوْ ثَمَانِينَ بَيْتًا مِنْ دَوْسٍ ، ثُمَّ لَحِقْنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَيْبَرَ ، فَأَسْهَمَ لَنَا مَعَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ أَنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَكَّةَ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ : ابْعَثْنِي إِلَى ذِي الْكَفَّيْنِ - صَنَمِ عَمْرِو بْنِ حُمَمَةَ - فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَجَعَلَ طُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو يَقُولُ وَهُوَ يُوقِدُ عَلَيْهِ النَّارَ ، وَكَانَ مِنْ خَشَبٍ :
يَا ذَا الْكَفَّيْنِ لَسْتُ مِنْ عُبَّادِكَا
مِيلَادُنَا أَقْدَمُ مِنْ مِيلَادِكَا

إِنِّي حَشَوْتُ النَّارَ فِي فُؤَادِكَا
ثُمَّ رَجَعَ طُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكَانَ مَعَهُ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى قَبَضَ اللَّهُ رَسُولَهُ ، فَلَمَّا ارْتَدَّتِ الْعَرَبُ خَرَجَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَجَاهَدَ مَعَهُمْ أَهْلَ الرِّدَّةِ حَتَّى فَرَغُوا فِي طَلْحَةَ الْأَسَدِيِّ ، وَمَنْ أَرْضِ نَجْدٍ كُلِّهَا فَسَارَ مَعَ الْمُسْلِمِينَ إِلَى الْيَمَامَةِ مَعَهُ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ ، فَرَأَى رُؤْيَا وَهُوَ مُوَجِّهٌ إِلَى الْيَمَامَةِ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ : إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ رُؤْيَا فَأَعْبِرُوهَا لِي ، رَأَيْتُ كَأَنَّ رَأْسِي حُلِقَ ، وَأَنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ فَمِي طَائِرٌ وَأَنَّهُ أَتَتْنِي امْرَأَةٌ فَأَدْخَلَتْنِي فِي فَرْجِهَا ، وَأَرَى ابْنِي يَطْلُبُنِي طَلَبًا حَثِيثًا ثُمَّ رَأَيْتُهُ خَنَسَ عَنِّي ، قَالُوا : خَيْرًا قَالَ : أَمَّا أَنَا فَقَدْ وَاللَّهِ أَوَّلْتُهَا قَالُوا : مَاذَا أَوَّلْتَ ؟ قَالَ : أَمَّا حَلْقُ رَأْسِي فَوَضْعُهُ ، وَأَمَّا الطَّائِرُ الَّذِي خَرَجَ مِنْ فَمِي ، فَرَوْحِي ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ الَّتِي أَدْخَلَتْنِي فَرْجَهَا فَالْأَرْضُ تُحْفَرُ لِي فَأَتَجَبَّبُ فِيهَا ، وَأَمَّا طَلَبُ ابْنِي إِيَّايَ ثُمَّ خَنْسُهُ عَنِّي فَإِنِّي أُرَاهُ سَيُجْهَدُ أَنْ يُصِيبَهُ مَا أَصَابَنِي ، فَقُتِلَ الطُّفَيْلُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالْيَمَامَةِ شَهِيدًا ، وَجُرِحَ ابْنُهُ عَمْرُو بْنُ الطُّفَيْلِ جِرَاحَةً شَدِيدَةً ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ مِنْهَا حَتَّى قُتِلَ عَامَ الْيَرْمُوكِ فِي خِلَافَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ شَهِيدًا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ ، قال حدثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، قال حدثنا الْحُمَيْدِيُّ ، قال حدثنا سُفْيَانُ ، قال حدثنا أَبُو الزِّنَادِ ، عَنِ الْأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ

: هذه القراءةُ حاسوبية، وما زالت قيدُ الضبطِ والتطوير،