ثابت بن الدَّحْدَاح ويقال ابن الدحداحة بن نُعَيم بن غنم بن إياس
5552 أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبد الله بن عمار ، عن الحارث بن الفضيل الخطمي ، قال : أقبل ثابت بن الدحداحة يوم أُحدٍ والمسلمون أوزاعٌ قد سُقِط في أيديهم ، فجعل يصيح : يا معشر الأنصار , إليّ ، إليّ ، أنا ثابت بن الدحداحة ، إن كان محمد قد قتل فإن الله حيٌّ لا يموت فقاتلوا عن دينكم. فإن الله مظهركم وناصركم ، فنهض إليه نفرٌ من الأنصار فجعل يحمل بمن معه من المسلمين ، وقد وقفت له كتيبة خشناء فيها رؤساؤهم : خالد بن الوليد ، وعَمْرو بن العاص ، وعكرمة بن أبي جهل ، وضرار بن الخطاب ، فجعلوا يناوشونهم ، وحمل عليه خالد بن الوليد بالرمح فطعنه فأنفذه فوقع ميتًا ، وقتل من كان معه من الأنصار ، فيقال إن هؤلاء لآخر من قتل من المسلمين ، ووصل رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم إلى الشِّعب مع أصحابه فلم يكن هناك قتالٌ.
{ مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَناً} قال أبو الدحداح : يا رسول الله وإن الله ليريد منا القرض؟ قال : نعم ، قال : أرني يدك ، فناوله رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فقال : إني قد أقرضت ربي حائطي ، قال : وفي حائطه ستمائة نخلة ، ثم جاء إلى الحائط فقال : يا أم الدحداح ، قالت : لبيك ، قال لها : اخرجي فإني قد أقرضته ربي ، قال محمد بن عمر : وإنما في روايتنا ، فإن يتيمًا من الأنصار خاصم أبا لُبابة بن عبد المنذر في عَذْقٍ بينهما إلى رسول الله وذلك قبل أُحد ، فقضى به رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لأبي لبابة فجزع اليتيم على العذق ، وطلب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم العذق من أبي لبابة لليتيم ، فأبى أبو لبابة ، فقال : لك به عَذْقٌ في الجنة ، فأبى أبو لبابة ، فقال ابن الدحداحة : يا رسول الله ، أفرأيت إن أعطيت اليتيم عذقه ، ما لي ؟ قال : عذقٌ في الجنة ، قال : فذهب ثابت بن الدحداحة فاشترى من أبي لبابة بن عبد المنذر ذلك العذق بحديقة نخل ثم رد على الغلام العذق ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : رُبَّ عذقٍ مُذَلَّلٍ لابن الدحداحة في الجنة فكانت تُرجي له الشهادة لقول النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم حتى قتل يوم أحد.
5551 أخبرنا سعيد بن منصور قال : حدثنا خلف بن خليفة ، عن حميد الأعرج ، عن عبد الله بن الحارث ، عن عبد الله بن مسعود قال : لما نزلت
5553 أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثنا محمد بن رباح ، عن المسور بن رفاعة القرظي . قال محمد بن عمر : وأخبرني محمد بن عبد الله ، عن الزهري ؛ أن ثابت بن الدحداحة قتل يوم أحد. قال محمد بن عمر : وبعض أصحابنا من الرواة للعلم يقولون : إن ابن الدحداحة بَرِيء من جراحته تلك ومات على فراشه من جرح كان أصابه ، ثم انتقض به مرجع النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من الحديبية ، فَرُئِيَ رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم يوم دفنه على فَرس عليه حُلة حمراء.
5557 أخبرنا وكيع بن الجراح ، عن سفيان ، عن رجل من أهل المدينة لم يُسمه سفيان ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن عمه واسع بن حبان قال : كان ثابت بن الدحداح رجلاَّ أتِيًّا ، يعني طارئًا ، وكان في بني أنيف أو بني العجلان فمات وليس له وارثٌ إلا ابن أخته أبو لبابة بن عبد المنذر ، فأعطاه رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ميراثه.
5558 أخبرنا عبد الله بن نمير ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن واسع بن حبان ، قال : توفي ثابت بن الدحداحة ولم يترك عقبًا فرُفع ميراثه إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فأرسل إلى عاصم بن عدي فسأله هل له فيكم نسبٌ ؟ قال : والله ما نعلم ذلك ، إنه رجل أَتِيٌّ دخل فينا ، فدعا رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ابن أخته أبا لبابة بن عبد المنذر فأعطاه ميراثه.
5550 أخبرنا يزيد بن هارون ، وعبيد الله بن موسى , والفضل بن دكين ، قالوا : حدثنا زكريا بن أبي زائدة قال : سمعت عامرًا الشعبي يقول : استقرض رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم من رجل تمرًا فلم يُقرضه ، وقال لو كان هذا نبيًا لما يستقرض فأرسل إلى ابن الدحداحة فاستقرضه ، فقال : والله لأنت أحق بي وبمالي وولدي من نفسي وإنما هو مالك فخذ منه ما شئت واترك لنا ما شئت ، فما تركت فكثُر خيرُ الله ، فلما توفى ابن الدحداح قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم: رُبّ عَذْقٍ لابن الدحداح في الجنة.
5549 أخبرنا معاذ بن هانئ البَهْراني البصري قال : حدثنا حرب بن شداد ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير قال : لما نزلت هذه الآية { مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَناً} قال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : يا أهل الإسلام ، أقرضوا الله من أموالكم يضاعفه لكم أضعافًا كثيرة ، فقال له ابن الدحداحة : يا رسول الله لي مالان : مالٌ بالعالية ، ومالٌ في بني ظَفر ، فابعث خارِصك فروة بن عَمْرو فليقبض خيرهما ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم لفروة بن عَمْرو : انطلق فانظر خيرهما فدعه له واقبض الآخر ، فانطلق معه فروة بن عَمْرو فنظر إليهما فقال له : هذا خير ماليك ، إن رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم أمرني أن أدعه لك ، قال ابن الدحداحة : ما كنت لأقرض ربي شرَّ ما أملك ، ولكن أقرض ربي خير ما أملك ، إني لا أخاف فقر الدنيا ، فقال رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم : يا رُبَّ عذقٍ مُذلَّلٍ لابن الدحداحة في الجنة ، قال : وتُسمى النخلة العَذْق.