وابن أخيهما رافع بن خديج بن رافع بن عدي بن زيد بن جشم بن حارثة , وأمه حليمة بنت عروة بن مسعود بن سنان بن عامر بن عدي بن أُمَية بن بياضة بن عامر بن الخزرج فولد رافع سهلاَّ
5524 أخبرنا عبد الله بن نمير قال : حدثنا محمد بن إسحاق ، عن محمد بن عَمْرو بن عطاء قال : لما توفي رافع بن خديج انصرفنا إليه من الصبح وقد وُضِعَ بالبقيع ، فأراد ابن عتبة أن يصلي عليه ، فقام عبد الله بن عمر فصرخ بأعلى صوته : ألا لا تصلوا على جنائزكم حتى تطلع الشمس ، قال : فجلس الأمير وجلس الناس ، قال : وجلستُ قريبًا من نعشه وإذا تحته قطيفة حمراء من أرجوان ، وإذا إلى جنبي رجل من قومه ، فقال : أما والله إن كان لعزيزًا عليه أن يُقارب هذا الحمرة حيًا وميتًا ، قال قلت : وما ذاك؟ قال : حدثنا أنه كان مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم في بعض أسفاره فنزل رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ذات غداة وعلقنا لأَباعِرِنا في الشجر وعليها الرحال ، وقد كانت لنا أكسية كُنّ النساء يجعلن فيها خيوطًا من العهن الأحمر ، يجملونهن بها فقد ألقيناها وكذلك كنا نفعل فنلقيها بين يديه فيأكل ونأكل معه ، إن كان الرجل ليأتي بالقُرص ويأتي الآخر بالحفنة من التمر ، حتى إن كان الرجل ليأتي بجرو القَثاء فيضعه ، قال : فجلسنا مع رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فهو يأكل ونأكل معه إذ رفع رأسه فرأى تلك الخيوط الحُمر في الأكسية وهي على الرحال فقال : ألا أرى الحمرة قد علتكم انزعوها فلا أرينّها ، قال : فتواثبنا إلى أباعِرنا وثبة رجل واحد حتى أنفرنا ببعضها فاسْتَنْزَلْنَا تلك الأكسية قال : فَنقَّينا منها تلك الخيوط التي فيها فألقيناها ثم رددناها على الرحال كما كانت ثم رجعنا إلى رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فتعشينا معه.
5523 أخبرنا حفص بن عمر البصري ، يعرف بالحوضي ، قال : حدثنا عَمْرو بن مرزوق قال : حدثني يحيى بن عبد الحميد بن رافع بن خديج قال : حدثتني جدتي ؛ أن رافعًا رُمي يوم أحد ، أو يوم حنين ، شك عَمْرو ، في ثَندوته بسهم. قال محمد بن عمر : هو يوم أحد لا شك.رجع الحديث إلى حفص بن عمر ، قال : فأتى النبي صَلى الله عَليهِ وَسلَّم فقال : يا رسول الله انزع السهم ، فقال : يا رافع ، إن شئت نزعت السهم والقُطْبَةَ جميعًا ، وإن شئت نزعت السهم وتركت القطبة وشهدت لك يوم القيامة أنك شهيد ، قال : لا ، بل انزع السهم يا رسول الله ودع القطبة واشهد لي يوم القيامة أني شهيد ، قال : فنزع السهم وترك القطبة ، فعاش حياة رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم وأبي بكر وعمر وعثمان ، حتى إذا كان في خلافة معاوية انتقض به ذلك الجرح فمات منه ، ومات بعد العصر فأُتي ابن عمر فقيل له : يا أبا عبد الرحمن ، مات رافع ، فترحم عليه ، وقال : إن مثل رافع لا يُخرَجُ حتى يُؤذن من حولنا من القرى ، فلما أصبحوا خرجوا بجنازته ، حتى إلا صُليّ عليه جاء ابن عمر حتى قعد على رأس القبر ، فصرخت مولاة لنا ، فقال : أما لهذه السفيهة أو الحمقاء أحد ، شك عَمْرو ، ثم عادوا ، فقال : لا تُؤذُوا الشيخ فإنه لا يدان له أو لا طاقة له بعذاب الله. أخبرنا محمد بن عمر ، عن رجاله ، قال : أصاب رافع بن خديج سهمٌ يوم أُحدٍ في تَرْقُوَتِه إلى علابيه فتركه لقول رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ، فكان دهرًا لا يحس منه شيئًا فإذا ضحك فاستغرب بدا.
5533 أخبرنا محمد بن عمر قال : حدثني عبيد الله بن الهرير من ولد رافع بن خديج ، عن عَمْرو بن عبيد الله بن رافع ، عن بشير بن يسار قال : مات رافع بن خديج في أول سنة أربع وسبعين وهو ابن ست وثمانين سنة ، وحضر ابن عمر جنازته . قال محمد بن عمر : وكان رافع بن خديج يكنى أبا عبد الله ، ومات بالمدينة ، وقد روى عن أبي بكر وعمر وعثمان.
5528 أخبرنا الفضل بن دكين قال : حدثنا هشام بن سعد ، عن عثمان بن عبيد الله بن رافع قال : توفي رافع بن خديج فأُتي بجنازته وعلى المدينة رجل أعرابي زمن الفتنة فأُتي به قبل أن تطلع الشمس , فقال ابن عمر : لا تُصَلُّوا عليه حتى تطلع الشمس ، فقال الأمير : ماذا يقول صاحب رسول الله صَلى الله عَليهِ وَسلَّم ؟ فأخبروه فقال : صدق.