مَقْتَلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَمْرُ الشُّورَى
1360 حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ ، قَالَ : رَأَيْتُ رُؤْيَا فِي حَيَاةِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كَأَنَّ شَيْئًا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ فَجَعَلَ النَّاسُ يَتَطَاوَلُونَ فَفَضَلَ النَّاسَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ ، فَقُلْتُ : فِيمَ ذَاكَ ؟ فَقِيلَ : إِنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ، وَإِنَّهُ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، وَإِنَّهُ يُقْتَلُ شَهِيدًا ، وَقَالَ : فَقَدِمْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَصَصْتُهَا عَلَيْهِ ، فَلَمَّا أَتَيْتُ عَلَى هَذَا الْمَوْضِعِ : إِنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ، قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : كُلُّ ذَلِكَ يَرَى النَّائِمُ لِمَكَانِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَى الْجَابِيَةَ ، فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ رَأَى عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ فَكَرِهَ أَنْ يَدْعُوَهُ فَأَوْمَى إِلَيْهِ أَنْ يَجْلِسَ ، وَخَافَ أَنْ يَنْسَاهُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ قَالَ : يَا عَوْفُ اقْصُصْ بَقِيَّةَ رُؤْيَاكَ ، قَالَ : أَوَلَيْسَ قَدْ كَرِهْتَهَا ؟ قَالَ : خَدَعْتُكَ أَيُّهَا الرَّجُلُ ، فَقُصَّ ، فَلَمَّا قَالَ : إِنَّهُ خَلِيفَةٌ مِنْ خُلَفَاءِ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَدْ أُوتِيتُ مَا تَرَوْنَ ، وَأَمَّا قَوْلُكَ لَا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَعْلَمَ اللَّهُ ذَلِكَ مِنِّي ، وَأَمَّا قَوْلُكَ إِنَّ عُمَرَ يُقْتَلُ شَهِيدًا فَأَنَّى لِيَ الشَّهَادَةُ وَأَنَا فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ، وَلَقَدْ رَأَيْتُ مَعَ ذَلِكَ أَنَّ دِيكًا يَنْقُرُ سُرَّتِي فَمَا أَمْتَنِعُ مِنْهُ بِشَيْءٍ |
1361 حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ قُسْطٍ الرَّقِّيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : أَيْ عَوْفُ بْنَ مَالِكٍ : كَأَنَّ النَّاسَ اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ ، فَإِذَا رَجُلٌ قَدْ عَلَا النَّاسَ بِثَلَاثَةِ أَذْرُعٍ ، قَالَ : فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، فَقُلْتُ : لِمَ يَعْلُوهُمْ ؟ قَالُوا : إِنَّ فِيهِ ثَلَاثَ خِصَالٍ : لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، وَإِنَّهُ شَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ ، وَإِنَّهُ خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ ، فَأَتَى عَوْفٌ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَخْبَرَهُ ، فَأَرْسَلَ أَبُو بَكْرٍ إِلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لِيُبَشِّرَهُ ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : اقْصُصْهَا عَلَيْهِ فَلَمَّا بَلَغَ : خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ انْتَهَرَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَأَسْكَتَهُ ، فَلَمَّا وُلِّيَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ انْطَلَقَ إِلَى الشَّامِ فَبَيْنَمَا هُوَ يَخْطُبُ إِذْ رَأَى عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ فَدَعَاهُ فَصَعِدَ مَعَهُ الْمِنْبَرَ فَقَالَ لَهُ : اقْصُصْ رُؤْيَاكَ ، فَقَصَّهَا فَقَالَ : أَمَا إِنِّي لَا أَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ يَجْعَلَنِي اللَّهُ فِيهِمْ ، وَأَمَّا خَلِيفَةٌ مُسْتَخْلَفٌ فَقَدِ اسْتُخْلِفْتُ ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ يُعِينَنِي عَلَى مَا وَلَّانِي ، وَأَمَّا شَهِيدٌ مُسْتَشْهَدٌ فَأَنَّى لِي بِالشَّهَادَةِ وَأَنَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ؟ لَسْتُ أَغْزُو وَالنَّاسُ حَوْلِي ، ثُمَّ قَالَ : وَيْلِي وَيْلِي ، بَلْ يَأْتِي بِهَا اللَّهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ |
1362 حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، قَالَ : حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ لِأَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ كَأَنَّ سَبَبًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ فَانْتُشِطَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ دُلِّيَ فَانْتُشِطَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، ثُمَّ ذَرَعَ النَّاسُ حَوْلَ الْمِنْبَرِ فَفَضَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ بِثَلَاثِ أَذْرُعٍ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَهْ ، دَعْنَا مِنْكَ لَا أَرَبَ لَنَا فِي رُؤْيَاكَ ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَاسْتُخْلِفَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ عُمَرُ : رُؤْيَاكَ يَا عَوْفُ ، قَالَ : وَهَلْ لَكَ فِي رُؤْيَايَ مِنْ حَاجَةٍ ؟ أَلَمْ تَنْهَرْنِي ؟ قَالَ : كَرِهْتُ أَنْ تَنْعَى لِخَلِيفَةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ ، فَقَالَ : رَأَيْتُ كَذَا ، وَرَأَيْتُ كَذَا فَقَصَّ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا كَمَا رَآهَا ، فَقِيلَ : مَا هَذِهِ الثَّلَاثُ الْأَذْرُعُ الَّتِي فَضَلَ بِهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ النَّاسَ إِلَى الْمِنْبَرِ ؟ فَقِيلَ : أَمَا ذِرَاعٌ فَإِنَّهُ كَائِنٌ خَلِيفَةً ، وَأَمَّا الثَّانِيَةُ فَإِنَّهُ لَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، وَأَمَّا الثَّالِثَةُ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ فَقَالَ : فَقَالَ اللَّهُ : { ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِمْ لَنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } هِيهِ : فَقَدِ اسْتُخْلِفْتَ يَا ابْنَ أُمِّ عُمَرَ ، فَانْظُرْ كَيْفَ تَعْمَلُ ؟ وَأَمَّا الشَّهَادَةُ فَأَنَّى لِعُمَرَ بِالشَّهَادَةِ وَالْمُسْلِمُونَ يُضَيِّعُونَ بِهِ ؟ ثُمَّ قَالَ : أَمَا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى مَا يَشَاءُ لَقَادِرٌ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ وَلَا يَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ فَمَا شَاءَ اللَّهُ |
1363 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ فَارِسٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ فِي عَهْدِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سِتَارًا نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ بِقَدْرِ النَّاسِ ، فَفَضَلَهُمْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِثَلَاثِ قَصَبَاتٍ ، قَالُوا : بِالْخِلَافَةِ وَالشَّهَادَةِ ، وَأَنَّهُ لَا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لَائِمٍ ، قَالَ : فَعَدَوْتُ بِهَا عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ : فِيمَ أَنَا وَأَحْلَامُ طَسَمٍ ، فَلَمَّا اسْتُخْلِفَ قَدِمَ عَلَيْنَا يَضَعُ النَّاسَ مَوَاضِعَهُمْ ، فَأَرْسَلَ إِلَيَّ فَقَالَ : مَا فَعَلَتِ الرُّؤْيَا ؟ قُلْتُ : زَعَمْتَ أَنَّهَا أَحْلَامُ طَسَمٍ فَلِمَ تَسْأَلُنِي عَنْهَا ؟ قَالَ : إِنَّكَ أَخْبَرَتْنِي بِهَا ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَيٌّ ، وَلَأَنْ أُقَرَّبَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ |
1364 حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ عَبْدِ الْمَجِيدِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، قَالَ : قَالَ رَبِيعَةُ بْنُ أُمَيَّةَ : رَأَيْتُ هَذَا هَلَكَ ، وَكَانَتْ بَعْدَهُ لِأَبِي بَكْرٍ فَقَالَ : بِفِيكِ الْحَجَرُ يُبْقِيهِ اللَّهُ وَيُمَتِّعُنَا بِهِ |
1365 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : سَمِعْتُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي قَتْلًا فِي سَبِيلِكَ ، وَوَفَاةً بِبَلَدِ نَبِيِّكَ ، قَالَتْ حَفْصَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنَّى لَكَ ذَلِكَ يَا أَبَهْ ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِأَمْرِهِ أَنَّى شَاءَ |
1366 حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ ، أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَتَى الْبَطْحَاءَ فَكَوَّمَ كَوْمَةً مِنْ بَطْحَاءَ ثُمَّ طَرَحَ عَلَيْهَا طَرْفَ ثَوْبِهِ وَاسْتَلْقَى ، ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ : اللَّهُمَّ كَبِرَتْ سِنِّي وَضَعُفَتْ قُوَّتِي ، وَانْتَشَرَتْ رَعِيَّتِي ، فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْرَ مُضَيِّعٍ وَلَا مُفَرِّطٍ ، ثُمَّ أَتَى الْمَدِينَةَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ سُنَّتْ لَكُمُ السُّنَنُ ، وَفُرِضَتْ لَكُمُ الْفَرَائِضُ ، وَتُرِكْتُمْ عَلَى الْوَاضِحَةِ ، ثُمَّ صَفَّقَ بِيَمِينِهِ عَلَى شِمَالِهِ إِلَّا أَنْ تَضِلُّوا بِالنَّاسِ شِمَالًا وَيَمِينًا |
1367 حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْهَاشِمِيُّ ، قَالَ : أَنْبَأَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهَا أَخْبَرَتْهَا عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنَّ عُمَرَ ، أَذِنَ لِأَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَجْنَ فِي آخِرِ حَجَّةٍ حَجَّهَا عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَتْ : فَلَمَّا ارْتَحَلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مِنَ الْحَصْبَةِ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أَقْبَلَ رَجُلٌ مُتَلَثِّمٌ ، وَقَالَ : وَأَنَا أَسْمَعُ : أَيْنَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ نَزَلَ ؟ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ ، وَأَنَا أَسْمَعُ : هَذَا كَانَ مَنْزِلَهُ فَأَنَاخَ فِي مَنْزِلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثُمَّ رَفَعَ عَقِيرَتَهُ يَتَغَنَّى : عَلَيْكَ السَّلَامُ مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ فَمَنْ يَجْرِ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ لِيُدْرِكَ مَا قَدَّمْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا فَوَائِحَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقُلْتُ لَهُمْ : اعْلَمُوا عِلْمَ هَذَا الرَّجُلِ ، فَذَهَبُوا فَلَمْ يَرَوْا فِي مُنَاخِهِ أَحَدًا ، فَكَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَقُولُ : إِنِّي لَأَحْسَبُهُ مِنَ الْجِنِّ ، فَلَمَّا قُتِلَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحَلَ النَّاسُ هَذِهِ الْأَبْيَاتَ شَمَّاخَ بْنَ ضِرَارٍ ، أَوْ جَمَّاعَ بْنَ ضِرَارٍ شَكَّ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ |
1368 حَدَّثَنَا شِهَابُ بْنُ عَبَّادٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنِ الصَّقْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : نَاحَتِ الْجِنُّ عَلَى عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يُقْتَلَ بِثَلَاثٍ فَقَالَتْ : أَبَعْدَ قَتِيلٍ بِالْمَدِينَةِ أَصْبَحَتْ لَهُ الْأَرْضُ تَهْتَزُّ الْعِضَاهُ بَأَسْوُقِ جَزَى اللَّهُ خَيْرًا مِنْ أَمِيرٍ وَبَارَكَتْ يَدُ اللَّهِ فِي ذَاكَ الْأَدِيمِ الْمُمَزَّقِ فَمَنْ يَسْعَ أَوْ يَرْكَبْ جَنَاحَيْ نَعَامَةٍ لِيُدْرِكَ مَا أَسْدَيْتَ بِالْأَمْسِ يُسْبَقِ قَضَيْتَ أُمُورًا ثُمَّ غَادَرْتَ بَعْدَهَا فَوَائِحَ فِي أَكْمَامِهَا لَمْ تُفَتَّقِ وَمَا كُنْتُ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ وَفَاتُهُ بِكَفَّيْ سَبَنْتَى أَخْضَرَ الْعَيْنِ مُطْرِقِ |