338 حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ ، حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ ، وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَا : لَمَّا نَزَلَتْ { وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ } ، قَالَ : انْطَلَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَضْمَةٍ مِنْ جَبَلٍ ، فَعَلَا أَعْلَاهَا حَجَرًا ، ثُمَّ نَادَى يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافَاهْ إِنِّي نَذِيرٌ ، إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ ، فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ ، فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ ، فَجَعَلَ يَهْتِفُ ، يَا صَبَاحَاهُ ، وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ، عَنْ أَبِيهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو ، وَقَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ |
338 حدثنا أبو كامل الجحدري ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا التيمي ، عن أبي عثمان ، عن قبيصة بن المخارق ، وزهير بن عمرو ، قالا : لما نزلت { وأنذر عشيرتك الأقربين } ، قال : انطلق نبي الله صلى الله عليه وسلم إلى رضمة من جبل ، فعلا أعلاها حجرا ، ثم نادى يا بني عبد منافاه إني نذير ، إنما مثلي ومثلكم كمثل رجل رأى العدو ، فانطلق يربأ أهله ، فخشي أن يسبقوه ، فجعل يهتف ، يا صباحاه ، وحدثنا محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، حدثنا أبو عثمان ، عن زهير بن عمرو ، وقبيصة بن مخارق ، عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه |
Qabisa b. al-Mukhariq and Zuhair b. 'Amr reported:
When this verse was revealed: And warn thy nearest kindred, the Messenger of Allah (ﷺ) set off towards a rock of the hill and ascended the highest of the rocks and then called: 0 sons of 'Abd Manaf! I am a warner; my similitude and your similitude is like a man who saw the enemy and went to guard his people, but, being afraid they might get there before him, he shouted: Be on your guard!
شاهد كل الشروح المتوفرة للحديث
[207] الْمخَارِق بِضَم الْمِيم وخاء مُعْجمَة انْطلق مَعْنَاهُ قَالَا لِأَن المُرَاد أَن قبيصَة وزهيرا قَالَا لَكِن لما اتفقَا كَانَا كَالرّجلِ الْوَاحِد فأفرد فعلهمَا وَإِنَّمَا أَعَادَهُ لطول الْكَلَام رضمة بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة وَفتحهَا وَالْجمع رضم ورضام وَهِي صخور عِظَام بَعْضهَا فَوق بعض وَقيل هِيَ دون الهضاب.
وَقَالَ صَاحب الْعين الرضمة حِجَارَة لَيست ثَابِتَة فِي الأَرْض كَأَنَّهَا منثورة يربأ برَاء وموحدة وهمز بِوَزْن يقْرَأ أَي يحفظ أَهله ويتطلع إِلَيْهِم يَهْتِف بِكَسْر الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة ثمَّ فَاء أَي يَصِيح ويصرخ يَا صَبَاحَاه كلمة اعتادوها عِنْد وُقُوع أَمر عَظِيم يَقُولُونَهَا ليجتمعوا ويتأهبوا لَهُ
[ سـ
:338 ... بـ
:207]
حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا التَّيْمِيُّ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ الْمُخَارِقِ وَزُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو قَالَا لَمَّا نَزَلَتْ وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ قَالَ انْطَلَقَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَضْمَةٍ مِنْ جَبَلٍ فَعَلَا أَعْلَاهَا حَجَرًا ثُمَّ نَادَى يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافَاهْ إِنِّي نَذِيرٌ إِنَّمَا مَثَلِي وَمَثَلُكُمْ كَمَثَلِ رَجُلٍ رَأَى الْعَدُوَّ فَانْطَلَقَ يَرْبَأُ أَهْلَهُ فَخَشِيَ أَنْ يَسْبِقُوهُ فَجَعَلَ يَهْتِفُ يَا صَبَاحَاهْ وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ عَنْ أَبِيهِ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَمْرٍو وَقَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِهِ
قَوْلُهُ ( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ : وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ( وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) هُوَ بِفَتْحِ اللَّامِ فَظَاهِرُ هَذِهِ الْعِبَارَةِ أَنَّ قَوْلَهُ : ( وَرَهْطَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) كَانَ قُرْآنًا أُنْزِلَ ثُمَّ نُسِخَتْ تِلَاوَتُهُ ، وَلَمْ تَقَعْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي رِوَايَاتِ الْبُخَارِيِّ .
قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِسَفْحِ هَذَا الْجَبَلِ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ ؟ ) أَمَّا ( سَفْحُ الْجَبَلِ ) فَبِفَتْحِ السِّينِ وَهُوَ أَسْفَلُهُ ، وَقِيلَ : عَرْضُهُ ،.
وَأَمَّا ( مُصَدِّقِيَّ ) فَبِتَشْدِيدِ الدَّالِ وَالْيَاءِ .
قَوْلُهُ : ( فَنَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ كَذَا قَرَأَ الْأَعْمَشُ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ) مَعْنَاهُ أَنَّ الْأَعْمَشَ زَادَ لَفْظَةَ ( قَدْ ) بِخِلَافِ الْقِرَاءَةِ الْمَشْهُورَةِ وَقَوْلُهُ : ( إِلَى آخِرِ السُّورَةِ ) يَعْنِي أَتَمَّ الْقِرَاءَةَ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ كَمَا يَقْرَؤُهَا النَّاسُ ، وَفِي ( السُّورَةِ ) لُغَتَانِ الْهَمْزُ وَتَرْكُهُ حَكَاهُمَا ابْنُ قُتَيْبَةَ وَالْمَشْهُورُ بِغَيْرِ هَمْزٍ كَسُورِ الْبَلَدِ لِارْتِفَاعِهَا وَمَنْ هَمَزَهُ قَالَ : هِيَ قِطْعَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ كَسُؤْرِ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَهِيَ الْبَقِيَّةُ مِنْهُ ، وَفِي ( أَبِي لَهَبٍ ) لُغَتَانِ : قُرِئَ بِهِمَا فَتْحُ الْهَاءِ وَإِسْكَانُهَا ، وَاسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى ، وَمَعْنَى ( تَبَّ ) خَسِرَ ، قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ : وَقَدِ اسْتُدِلَّ بِهَذِهِ السُّورَةِ عَلَى جَوَازِ تَكْنِيَةِ الْكَافِرِ ، وَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي ذَلِكَ ، وَاخْتَلَفَتِ الرِّوَايَةُ عَنْ مَالِكٍ فِي جَوَازِ تَكْنِيَةِ الْكَافِرِ بِالْجَوَازِ وَالْكَرَاهَةِ.
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّمَا يَجُوزُ مِنْ ذَلِكَ مَا كَانَ عَلَى جِهَةِ التَّأَلُّفِ وَإِلَّا فَلَا ; إِذْ فِي التَّكْنِيَةِ تَعْظِيمٌ وَتَكْبِيرٌ ،.
وَأَمَّا تَكْنِيَةُ اللَّهِ تَعَالَى لِأَبِي لَهَبٍ فَلَيْسَتْ مِنْ هَذَا ، وَلَا حُجَّةَ فِيهِ إِذَا كَانَ اسْمُهُ عَبْدُ الْعُزَّى ، وهَذِهِ تَسْمِيَةٌ بَاطِلَةٌ فَلِهَذَا كَنَّى عَنْهُ .
وَقِيلَ : لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يُعْرَفُ بِهَا ، وَقِيلَ : إِنَّ أَبَا لَهَبٍ لَقَبٌ وَلَيْسَ بِكُنْيَةٍ ، وَكُنْيَتُهُ أَبُو عُتْبَةَ ، وَقِيلَ : جَاءَ ذِكْرُ أَبِي لَهَبٍ لِمُجَانَسَةِ الْكَلَامِ .
وَاللَّهُ أَعْلَمُ .